علال زوهري
تعتبر دورة المجالس الجماعية المنتخبة اجتماعا دوريا يعقد من أجل مناقشة أهم المواضيع التي تخص الجماعات والتي تندرج ضمن مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والثقافية وغيرها مما لها علاقة بالتنمية عموما وتهدف إلى تطوير المدينة وعمرانها وتقوية بنيتها التحتية وتأهيل قدراتها الاستثمارية وتحسين ظروف عيش ساكنتها ومستوى الخدمات المقدمة لها، لذلك تشكل الدورة مناسبة ينقل فيها الأعضاء المنتخبون مشاكل الساكنة إلى المجلس بصفتهم ممثلي الساكنة وأكثر الأعضاء قربا وعلما بمشاكلها واحتياجاتها والأكثر كفاءة على طرح أفكار ناجعة تحل هذه المشاكل.
على هذا النحو، تعقد دورة مجلس جماعة زايو على أمل تسطير وتخطيط برامج جديدة قادرة على سد احتياجات المواطنين القاطنين بالمدينة والذين صاروا يفتقدون لأقل الخدمات الواجب توفرها بأي جماعة حضرية سواء تعلق الأمر بالبنية التحتية أو المركبات السوسيوتربوية والرياضية والثقافية أو المراكز التجارية أو الخدمات الصحية وسواء تعلق الأمر كذلك بالاستثمار وخلق فرص شغل ملائمة تغني شباب المدينة عن ضرورة البحث عن عمل خارج أسوارها، ليبقى السؤال مطروحا “هل تحمل دورات مجلس جماعة زايو أي جديد يذكر لفائدة ساكنة المدينة؟” أم إنها أصبحت مجرد اجتماعات عادية جدا تعقد حفاظا على القانون لكن ليس للمناقشة أو للدراسة أو لتطوير الوضعية عن طريق عرض مفصل للمشاكل الواقعية ثم اقتراح حلول عملية بعيدا عن الخطابات المستهلكة والأجوبة المكررة.
إن المتابع لسيناريو هذه الدورات يدرك جيدا مدى عدم جدواها ومدى افتقادها لمضمون فعلي قادر على التغيير، بل سيلاحظ أيضا مدى غياب النقاش العلمي والتقني الهادف حيث سيجد أن كثيرا من الأعضاء والمستشارين غير مطلعين على المواضيع المدرجة في جدول الأعمال ولا على تفاصيلها وحيثياتها لذلك فهم لا يستطيعون مناقشتها ودراستها وطرح أفكار متعلقة بها، فيصير بديهيا ألا ينتج عن الدورة جديد يذكر وألا يكون الناتج سوى ما تعودت عليه الساكنة في السابق وهو تحرير المحضر ووضعه في خزانة الأرشيف دون أي إجراءات على أرض الواقع، ليظل المبدأ السائد في خطابات المجلس هو مبدأ التبريرات الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، إذ أن التبرير جد سهل ويستطيع أي شخص أن يقوم به لكن حينما يكون المرء في منصب مسؤولية عليه أن ينسى هذا المبدأ ويتبنى مبدأ التفكير والابتكار وإيجاد الحلول المناسبة.
فعلا، فخلال دورات مجلس مدينة زايو لا تسمع أفكارا جديدة من أجل زيادة المداخيل ولا تسمع نقاشا تقنيا حول مشاريع مبتكرة من أجل تنمية المدينة، كل ما تسمعه هو طرح لأسئلة منتظرة وأجوبة منتظرة أيضا كلها مصاغة بلغة تبريرية محضة وليس بلغة علمية مقنعة تدل على أن قائلها يحمل فعلا هم تأهيل الجماعة وتحسين أوضاع ساكنتها، فهل يمكن لمنهجية كهذه إنتاج أي برامج فعالة وناجحة ؟ بالطبع فإن الأمر غير ممكن إطلاقا والنتيجة هي ما تسفر عنه الدورات المنعقدة والذي هو لا شيء، فلا شيء يتغير في زايو ولا مشاريع تنموية يتم إنجازها به ولا حلول يتم اقتراحها لحل المشاكل المستفحلة به ليبقى الوضع على ما هو عليه إلى أجل غير مسمى.
لأن بكل خلاصة الكلام ممثليها ليسوا في مستوى تحمل مسؤولية خدمة مصالح الساكنة نظرا لانعدام الضمير الحي الغيور على واقع الساكنة وبالتالي خدمة مصالحهم الشخصية دون العامة؛ و هنا يجب المحاسبة و تجديد من طرف الساكنة من له غيرة على واقعهم المزري على جميع المستويات و شكرا