بقلم: علال زوهري
الحديقة الإيكولوجية مشروع أثار إعجاب ساكنة زايو كثيراً بعد أن تمّ الإعلان عن إنجازه قبل عشرة سنوات من اليوم، خاصة أنه اعتبر مشروعاً فريداً من نوعه وذلك للمميزات النوعية التي أعلن عنها وأولها الاسم الذي طرح حوله الساكنة العديد من الأسئلة، أبرزها معنى عبارة “الإيكولوجية” التي لم يعتد أحد على سماعها مقرونة بفضاء عمومي، ثم ما صاحب المشروع من دعاية إعلامية في القنوات العمومية الرسمية، حيث أعجب الجميع بتصاميم الحديقة ومنظرها وبمميزاتها النادرة التي قلّ وجودها حتى في أكبر المدن، لكن السؤال الذي يطرحه سكان زايو حاليا بخصوص هذا المشروع، هو هل فعلاً أُنجز المشروع كما ينبغي وكما تم الإعلان عنه سلفا، ثم هل فعلاً تستحق الحديقة وصف “الإيكولوجية” الذي تحمله ؟.
لعلّ أهم ميزة يجب توفرها بأي حديقة كيفما كان نوعها هي الجمالية، بل إنها شرط لم يعد قائماً على الحدائق فقط وإنما بجميع المشاريع العمومية حيث هناك مهندسون ومكاتب دراسات مختصون بالتصاميم الجمالية، ويقضون كل وقتهم من أجل اقتراح أشكال تبهر الناظر وتثير إعجابه حتى قبل أن يدخل إليها، وهذه الدراسات يتم إنجازها، قبل الدراسات المُتعلقة بالأشغال وتحظى كثيراً باهتمام أصحاب المشروع، لأنهم يعلمون أنّ أولّ ما سيجلب الزوار إلى حديقة هو منظرها وشكلها الخارجي، غير أنّ الملاحظ بالحديقة الإيكولوجية بزايو، افتقارها لهذه الميزة بشكل كبير إذ أنها لا تجذب الزوار والناظرين بديكورها الخارجي رغم أن تصميماتها الأولية المعلن عنها أشغلت انتظارات الساكنة وجعلتهم يتوقعون حديقة من طراز رفيع، بدءا بالمنظر مرورا بأنواع النباتات والفصائل الحيوانية ووصولا إلى الفضاءات المختلفة المخصصة للزائرين المُتجولين.
بعد ميزة الجمالية من الضروري جداً أن تتميز كل حديقة، بما هو طبيعي، وهنا نتحدث بالخصوص عن نوعية الغطاء النباتي الموجود والمتمثل في الزهور والأشجار بمختلف أنواعها، هذه الميزة أيضاً ليست متوفرة بالحديقة الإيكولوجية حيث لا نجد أنواع نادرة للنباتات ولا نجد زهوراً جذابة متنوعة الألوان ولا نجد أشجاراً فارعة ومظلة بل هناك نباتات عادية جداً تعوّدنا على رؤية مثيلاتها والمشي وسطها مسبقا، ومن الأمور التي تنقص أيضاً الإنارة ليلاً، سواء داخل الحديقة أو خارجها حول السور المحيط بها، فهذه الأخيرة تُوفر شيئين اثنين هما إضاءة الطريق وجمالية المنظر ناهيك عن توفير الأمن، غير أن جولة واحدة حول الحديقة ثم داخلها ستكشف لك بالملموس، عن غياب النور وصعوبة الاستمتاع بأي منظر خلال الفترة المسائية إذ أن الجولة ستكون مخيفة وحالكة الظلام.
إضافة إلى هذا كله، فالأنواع الحيوانية التي نراها هناك عبارة عن دواجن وطيور غنية عن التعريف لدى العامة والخاصة، بدل أن نرى أنواعاً نادرة ونسمع أصواتا لا نعتد على سماعها بشكل اعتيادي، فضلاً عن حاويات معدة للأزبال والمهملات مما قد يشكل عائقا أمام تأمين شرط النظافة بهذا المرفق، ونضيف أيضاً لقائمة الأمور الناقصة مسألة صغر فضاء لعب الأطفال حيث لا يتسع هذا الفضاء لعدد مهم من الصغار الذين نراهم رفقة آبائهم يصطفون في طابور منتظرين دورهم من أجل اللعب بإحدى الألعاب القليلة جدا هناك، وبالنسبة للكبار تغيب فضاءات ثقافية كمكتبة مخصصة للقراءة مثلا، أو خشبة لتنظيم عروض أدبية أو مسرحية أو غنائية وهي أمور ستزيد حتماً من جاذبية الحديقة وعدد زوارها.
وأخيراً، ما يُثير الاستغراب جداً هو عدم فتح أبواب المقهى المتواجدة بالحديقة والمغلقة منذ التدشين رغم عقد صفقات من أجل تشغيلها، المقهى التي قد ترفع بدورها من الجاذبية والتي يمكن استغلالها أيضا في تنظيم أنشطة فكرية وثقافية متنوعة، ناهيك أنها تشكل استثمارا فعّالا للجماعة ومشروعاً ناجحاً ومشغلا لشباب المدينة، ولكن لأسباب نجهلها نرى المقهى موصدة أبوابها ونوافذها ومبنى دون فائدة، ليبقى السؤال مطروحا؛ لماذا كل هذه الأمور غائبة وغير مكتملة ؟، وهل المشكلة تكمن في الدراسات أم في الإنجاز ؟ ومن المسؤول الفعلي عن هذا القصور ؟.
سؤال إلى ئيس الجماعة.اين دهبت الطيور التي أتى بها المقاول.لمادا استبدلت بدجاج بلدي وإوز وبط.اليس من العيب والعار ان تصرف جماعة زايو ثلاثة ملايين سنتيم من أجل أن يأكل أحد الموظفين البيض البلدي