علال زوهري
إنّ ما يحدث لزايو من إقصاء وتهميش، يُحيل مباشرة على سؤال مشروع تماما ألا وهو ما قيمة هذه المدينة على المستويات الإقليمية والجهوية والوطنية ؟، ألا تملك ساكنة هذه المدينة الحق في ظروف العيش الكريم وبعض من الاهتمام، ولو لتوفير بعض الحاجيات الضرورية التي ربما قد عفى عنها الزمن في مناطق أخرى لكن ليس هذا موضوعنا.
الموضوع الذي يطرح جملة من علامات الاستفهام هو هذا الإقصاء الذي يبدو وكأنه ممنهج لمدينة زايو، خاصة فيما يتعلق بالمشاريع الإقليمية والجهوية بل وحتى الوطنية، فبعد محو اسم المدينة من دراسة إنجاز سكة حديدية تربط بين مدينتي وجدة والناظور، وتغيير تصميم السكة ليعبر مناطق ومدنا أخرى، ها نحن نشهد إقصاء من نوع آخر يتجلى في عدم احتضان زايو لأية ملتقيات وعروض من مختلف المجالات، فلا معارض حرفية ولا عروض ومحاضرات علمية ولا منتديات ولقاءات ثقافية ولا مهرجانات ولا أمسيات فنية حتى، والأكثر من ذلك لا بطولات ولا دوريات رياضية تنظم بالمدينة، فيا للعجب !!.
إنّ الأمر مُريبٌ جدا عدا كونه خطيرا جدا على كينونة مدينة بأسرها يقطن بها عشرات الآلاف من المواطنين، الريب ينشأ حين ترى ضعفا مُهولا بل يحسن القول حين ترى شللا كاملا في الدفاع عن مصالح المدينة، ممّن صوتت عليهم الساكنة ووضعت ثقتها بهم من أجل دعمهم وتمكينهم من الحصول على حقوقهم ومصالحهم، غير أننا لا نسمع لأحد منهم يدافع بشراسة عن هذه المدينة التي تعاني الأمرين جراء غياب فرص الاستثمار والأحياء الصناعية الطالبة لليد العاملة، ناهيك عن انعدام التطبيب والاستشفاء هنا رغم وجود بناية عاطلة عن العمل اسمها مستشفى القرب.
الغريب في الأمر أنّ جل هذه المواضيع والعقد معروفة لدى العامة والخاصة ولدى الأُمّي والعارف والسياسي وغير السياسي، ولكن لا حياة لمن تنادي فلا المتضررون يشتكون كما يجب أن يشتكوا بالشكل اللائق والكافي، والذي يعكس فعلا حجم المشكلة الكبيرة، فأي مشكلة أهم وأهول من مشكلة الصحة والحياة، ثم بعد ذلك نمر للأمور التي تعتبر تكميلية رغم أنها ليست كذلك بل هي حيوية وضرورية، ومنها الرياضة والفن والإبداع والعلم والثقافة، وهي مجالات لم تبخل يوما على الوطن بالعطاء والتشريف ورفع رايته في المحافل الدولية، لكن بمدينة زايو لا أحد يهتم لها فلا مركبات قادرة على تنظيم واستقبال ملتقيات علمية وثقافية وفنية كالمسرح مثلا، مهما كانت صغيرة بل الأدهى أنه حتى زوار مدينة زايو ليس لديهم مأوى ليقضوا فيه أثناء زيارتهم، ممّا يكرس فكرة أن زايو ليست مدينة احتضان واستقبال بل هي مجرد مدينة عبور وفقط.
البكاء على الاطلال , ونتائج الإنتخابات دليل على ان المواطن مساهم بشكل كبير وبالدرجة الأولى فيما وصلت اليه اوضاع المدينة فهنيئا للجميع وبدون استثناء بهذا الوضع وبهذه المساهمة ،كل من موقعه ، والطبقة الواعية والمثقفة لها دور كبير في ذلك.حسبي الله ونعم الوكيل.