برّأت محكمة العدل العليا في الأندلس (TSJA) مغربيًا يُدعى “فيصل م.” حُكم عليه بالسجن 11 عامًا، بعد اتهامه بدخول مليلية المحتلة في عام 2017 عبر اقتحام مركز فرخانة الحدودي بسيارته وعلى متنها ستة مهاجرين من جنوب الصحراء، مما تسبب في إصابة ضابط شرطة وطنية.
وحسب مصادر إعلامية إسبانية، استندت الإدانة إلى حقيقة أنه تم العثور على جواز سفر “فيصل م.” في درج القفازات في السيارة المستأجرة في المغرب، والتي تم استخدامها لاقتحام مليلية المحتلة بعنف و الهروب بعدها إلى وجهة مجهولة.
كما أشارت المصادر، أن رجل الشرطة الذي صدمته السيارة على حدود فرخانة علق عليه بأنه “مرتكب عملية الدهس المحتمل”، رغم شكوكه، حيث أوضح الضابط المصاب، أن “حقيقة أنه كان يرتدي قبعة و لحية تعني أن التعرف عليه لم يكن دقيقا تمامًا و بشكل مطلق”.
وتعود الأحداث المذكورة، إلى 26 مارس 2017 ، عندما اقترب رجل مجهول الهوية في الساعة 9:12 صباحًا من نقطة فرخانة الحدودية هو يقود سيارة بيجو 207 مسجلة في المغرب، والتي استأجرها طرف ثالث غير معروف، وبرفقته ستة أفارقة من جنوب الصحراء. وفور اقتراب السائق من النقطة الحدودية، قام بزيادة السرعة بسكل جنوني، وعلى الفور أطلقت الشرطة المغربية صافرات الإنذار، التي نبهت عناصر حرس الحدود الإسباني، الذين حاولوا دون جدوى إغلاق بوابة المركز الحدودي.
وبمجرد دخولهم إلى مليلية، هرب ركاب السيارة و تركوها، ليتم لاحقا العثور بداخلها على جواز سفر يحمل اسم فيصل م.، حيث حُكم عليه بالسجن 7 سنوات لارتكابه جريمة ضد حقوق المهاجرين الأجانب وأربع سنوات لجريمة أخرى ضد السلامة على الطرق.
وبعد الحكم عليه بالسجن 11 عامًا ، استأنف فيصل م. الحكم القضائي و أخذ استئنافه بعين الإعتبار الآن من قبل محكمة العدل العليا في الأندلس، والتي أخذت بعين الإعتبار أن اكتشاف جواز سفر مشوه في درج القفازات في سيارة مستأجرة ليس دليلاً كافياً لإثبات أن فيصل م. هو بالفعل سائق السيارة التي اقتحمت النقطة الحدودية.
ورداً على سؤال من المحكمة عن جواز سفره، أكد فيصل م. أنه فقده مدة طويلة قبل الأحداث وقام بطلب آخر، ولم يستطع شرح كيف وصل جواز سفره إلى السيارة. ومن جانبه، أدرك قاضي محكمة الإستئناف أنه ليس من المنطقي أن يحمل فيصل م. جواز سفر مشوهًا لم يكن ليستخدمه في دخول مليلية أو مغادرتها. ولهذا السبب ، بعد قضاء حوالي خمس سنوات في السجن، ألغت محكمة العدل العليا في الأندلس الحكم الصادر عن محاكم مليلية ؛ لتتم تبرئة فيصل م.
