بقلم – علال زوهري
حين تلاحظ المشهد السياسي بمدينة تقارنه حاليا وتقارنه بما تعودنا على رؤيته طيلة عقود من الزمن، تصل إلى نتيجة واحد هو أن ما يسمى بالسياسة قد إنتهى دون رجعة، فمجرد طرح سؤال واحد بسيط يتبادر إلى الذهن منذ أول وهلة ألا وهو ماذا يقدمه السياسيون لهذه المدينة لا تجد إلا جوابا واحدا ووحيدا يقول لا شيء يتم تقديمه من طرفهم سوى لمحات متقطعة من حين لآخر لا تحمل مضمونا كبيرا ولا مشاريع مهمة بقدر ما تعمل على كسب التعاطف الشعبي والرواج الإعلامي.
وإذا قمنا بالفصل الاعتيادي لطرفي السياسة الأغلبية والمعارضة في زايو فلن نجد حقيقة فرقا صارخا، حيث أن كليهما يتميز بالغياب والجمود الكبير إذ لا توجد أنشطة تذكر عندهما، ولا توجد مشاريع تذكر يقومان بتنفيذها داخل أسوار المدينة ما عدى مهمة النظافة ومهمة الإنارة العمومية التي يقوم بها المجلس البلدي وهي توجد بأي مكان أصلا، أما المشاريع التنموية والحضارية والسياحية وغيرها فلا أثر لها خصوصا خلال بضع سنوات الأخيرة والتي صارت فيها مدينة زايو تجر أذيال الخيبة نظرا لتأخرها كثيرا عن نظيراتها في الإقليم وفي الجهة عموما.
ويمكن أن نعزز قولنا بطرح سؤال مباشر ؛ ما هو المشروع التنموي الذي يتم تنفيذه أو حتى التفكير فيه داخل مدينة زايو؟ الجواب المباشر أيضا هو لا يوجد، بل إن الغريب في الأمر أن بعض المشاريع الموجودة تعرف تعثرا وتأخرا كبيرا جدا في تنفيذها مثل مشروع المسبح مثلا، دون أن نذكر بأن هناك أماكن وشوارع بالمدينة تشهد ظلاما دامسا نظرا لانعدام الإنارة العمومية بها، أما ما ينقص المدينة من مرافق عمومية يحتاج إليها الساكنة فحدث ولا حرج من غياب مركب ثقافي إلى غياب مستشفى يشتغل ثم غياب مركز تجاري مؤهل وغياب شوارع وساحات حضرية وغير ذلك من الغيابات الحاضرة في اللائحة الطويلة.
وما يخطف عين الملاحظ أساسا بزايو مؤخرا هو الحالة الرديئة التي صارت عليها أزقتها وشوارعها من تدمير وكثرة للحفر التي تجعل السائق يضطر إلى اختيار الحفرة الأصغر من أجل المرور فوقها مما يزيد من عدد الأسئلة التي تدور في خاطر المرء، فهل ساءت أحوال السياسة حتى صارت بهذا الشكل في زايو ؟ دون أن نتحدث عن غلق جميع مقرات الأحزاب السياسية وعدم قيام هذه الأخيرة بأية أدوار وأنشطة تذكر فلا بيانات ولا لقاءات ولا حملات ولا أي نوع من أنواع العمل السياسي يتم القيام به لنشعر بوجود مشهد متحرك ولو بسيطا جدا في ظل ما نعانيه من جمود عميق، فهل لهذا الوضع المتأزم من حل وانفتاح أم أنه سيظل هكذا لأجل غير مسمى ؟