سعيد قدوري
تراجع رهيب تعيشه مدينة زايو على المستوى التنموي، جعل منها مدينة بلا مستقبل، تلفظ أبناءها نحو أمواج البحر، وفي أحسن الأحوال يهجرونها نحو مدن أخرى، فظروف العيش لم تعد تستهوي حتى من يرتبط بهذه المدينة وجدانيا.
هذا التراجع الخطير راجع بالأساس إلى غياب المشاريع التنموية والبنيوية، بل الملاحظ أن هذه المدينة لا تستفيد من المشاريع إلا بعد أن تستفيد منها مراكز قروية صغيرة في الجهة، ناهيك عن عدم اكتمال مجموعة من المشاريع.
تتذكر ساكنة زايو أن ملعب المدينة، الخاص بكرة القدم، تم تعشيبه بعد ملاعب عين الرݣادة وتافوغالت وجماعات أخرى صغيرة بالجهة. وهذا مثال لما تعيشه هذه المدينة مع مشاريع أصبحت تُنجز دون بهرجة حتى في صغرى الجماعات.
يحتار المرء كيف أن مركز ݣنفودة الصغير بإقليم جرادة تم تأهيله بالشكل الأمثل، بينما تنتظر زايو دورها الذي لن يأتي إلا برحيل مجلس شاخ منذ مدة، ولم يعد يُجيد إلا كسب أصوات المستضعفين.
أين مصابيح الإنارة العمومية LED؟.. سؤال نطرحه ونحن نرى جماعات صغيرة بالجهة استطاعت أن تستفيد من هذه المصابيح في أغلب أحيائها، بينما زايو لا زالت المصابيح الصفراء تكسو الشوارع والأزقة، وأغلبها معطل لا يُضيء.
أين ملاعب القرب؟.. نتساءل ونتذكر أن بالمدينة ذات الأربعين ألفا من الساكنة ويزيد ملعبيْ قرب اثنين، تم بناؤهما بعد أن تم بناء ملاعب قرب معشوشبة بحاسي بركان وسلوان وأكليم والرݣادة وغيرها من الجماعات الصغيرة بالجهة.
تدرون كم ملعب قرب بسلوان؟ هناك 11 ملعب قرب معشوشب، وعدد لا يُحصى من الملاعب الإسمنيتة. وإذا كانت سلوان قد تجاوزت زايو بسنوات بخصوص المشاريع فإن مقارنة مدينتنا بأكليم الصغيرة، في هذا الباب، يُجبر مسؤولي المدينة على الاستحياء إن كان في وجوههم دم يسري فيه الحياء.
حتى المشاريع الاستثمارية الإنتاجية لم يعد لزايو نصيب منها، حيث صار يتلقفها المنتخبون الشباب لمدن وجماعات الجوار، بينما مجلس زايو مزهو بحملة نظافة أو رش المبيدات على الأشجار وكأنه جمعية تحاول إظهار عملها لعلها تستفيد من الدعم.
حين نرى جماعة يتسابق مسؤولوها نحو أخذ صور حملة لتنقية المقبرة أو صباغة الرصيف، فإننا نزيد حسرة على واقع ومستقبل هذه المدينة التي أصبح العالم يعرفها بلقب “المدينة اليتيمة”.
حديثنا عن غياب المشاريع أو الاستفادة منها متأخرا بعدة جماعات صغيرة لن يُنسينا الحديث عن مشاريع بدأت بزايو دون أن تكتمل أو يتم افتتاحها، وكأنه نحس يلاحق هذه المدينة.
حديقة لم تُفتح رسميا، ومقهاها مغلقة، ومسبح لا نعرف ما أصابه، وتأهيل للمحاور لم نر منه إلا التزفيت، ومنطقة تنشيط اقتصادي تأبى الخروج للوجود، وتسوية عقارية موقوفة التنفيذ حتى يتسنى للفساد إغراق المدينة في الفوضى واتخاذ الأحياء العشوائية خزانا انتخابيا لا ينضب.
بين المشاريع التي ترى النور متأخرة وأخرى نتحدث عنها في الأحلام ومشاريع تبدأ ولا تكتمل تبقى زايو رهينة مسؤولين يجيدون الحصول على الأصوات ب”براعة”، وما دام الأمر هكذا فهم في غنى عن العمل، بل هم لا يفقهون ما العمل.. فاقد الشيء لا يعطيه.
Said
المدينة في مهب الريح.هي جنة المليارديرات.وقصة البؤساء لساكنة المدينة وخصوصا شبابها