زايوسيتي – فريد العلالي
لم نكن نتصور ونحن نحط الرحال بقبيلة بني توزين بجماعة اجرماوس بإقليم الدريوش، بأننا سوف نستقبل بهذا الكم من البؤس والفقر، لنصدم بواقع أغرب من الخيال، دواوير شبه خالية من أبسط المقومات التنموية لا ملاعب للقرب أو أماكن للترفيه والتثقيف، سوى نساء يقبعن في بيوتهن، وبعضا من الشيوخ يجلسون أمام منازلهم أملا في غد أفضل، ورجال يبحون عن لقمة عيش لأبنائهم.
في هذا الروبرتاج سنسلط الضوء على بعض الجوانب المظلمة لساكنة الجماعة ومعاناتها اليومية مع مشاق الحياة وأعباءها.
أول ما لاحظناه ونحن نتجول بدوار اجرماوس هو عدم تعبيد الطريق الرئيسية التي تربط الجماعة بعدة دواوير بجماعة اجرماوس، حيث أكد العديد من السكان معاناتهم اليومية من الإقصاء والتهميش والحرمان من أبسط حقوق العيش.
ويعيش سكان مختلف الدواوير التابعة للجماعة السالف ذكرها، أثناء فصل الشتاء البارد، معاناة حقيقية جراء هشاشة المسالك الطرقية المؤدية إلى دواويرهم، التي تزيد من تعميق جراح التهميش والإقصاء الذي ترزح تحت نيره المنطقة منذ عقود.
وفي هذا الصدد أكد الفاعل الجمعوي محمد الصديقي، أن مواطني الجماعة يسلكون يوميا ه مسالك وعرة؛ حيث يواجهون صعوبة كبيرة كل فصل شتاء من أجل الوصول إلى مركز الجماعة لقضاء أغراضهم الإدارية أو التسوق.
وطالب ذات المتحدث من جميع أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مد يد العون والمساعدة من أجل إصلاح هذه الطريق الرئيسية، وفك العزلة عن الساكنة التي تعيش في صمت منذ سنة 2008، إن لم تقم الجهات المسؤولة بهذا الدور المفروض عليها.
بدوره عبد الرحمان حميش، رئيس جمعية يدا في يد بفرنسا، تحدث “لزايو سيتي” وفي حلقه غصة، عن المعاناة المستمرة والمتواصلة لسكان دواوير الجماعة الذين يبدو أنهم يرثون معاناتهم من جيل إلى آخر، بعدما حكمت عليهم الأقدار بأن يعيشوا وسط هذه الظروف الطبيعية والجغرافية القاسية، بالإضافة إلى إهمال المسؤولين لهم؛ حيث لا مؤشرات تلوح في الأفق عن رغبة في تغيير واقعهم المرير، وفق تعبيره.
وطالب رئيس جمعية يدا في يد من وزير النقل واللوجستيك ووالي جهة الشرق، وعامل إقليم الدريوش، التدخل من أجل تعبيد الطريق الرئيسية وتخصيص ميزانية لها مع باقي المتدخلين.
وأمام هذا الوضع، تقول الساكنة إنها لازالت تنتظر وتترقب كل سنة طي صفحة هذه الطريق التي طالها النسيان، وتأمل في رؤية مشاريع تنموية بالمنطقة. مؤكدة في تصريحات متطابقة “لزايو سيتي”، أن المنطقة ظلت تعيش الويلات منذ فترة طويلة، كما قبعت خارج اعتبار المسؤولين والمنتخبين، ولم تستفد من أي برنامج تنموي.