وثقت كاميرا مواطنين بمدينة مليلية، لمشهد وصول قارب مطاطي على متنه مجموعة من الشباب المغاربة، دخلوا إلى الثغر المحتل بطريقة سرية في الساعات الأولى من الصباح.
وانتشر “الفيديو” المتداول، بشكل واسع على صفحات التواصل الاجتماعي وتطبيقات التواصل الفوري، حيث يظهر مجموعة من الشباب وهم يقفزون في مياه البحر بعد اقتراب القارب الذي يقلهم من اليابسة.
وتفاعل الحزب الشعبي الإسباني، مع الفيديو، حيث أعرب عن قلقه داعيا إلى المزيد من الصرامة من أجل التصدي لظاهرة الهجرة السرية التي أصبحت نشطة جدا في الآونة الأخيرة على مستوى الشريط الساحلي بين الناظور ومليلية.
وقال الحزب الشعبي، إن ما لا يقل عن 26 مهاجرا سريا دخلوا مليلية بحرا خلال هذا الأسبوع، موزعين على قاربين مطاطيين وصلا إلى منطقة هوركاس كلوراداس.
وكشفت السلطة الإسبانية بمليلية المحتلة، أن المهاجرين الـ 26 اختفوا عن الأنظار بمجرد وصولهم إلى اليابسة، بعدما فروا إلى منطقة غابوية يصعب الوصول إليه من طرف الشرطة بسرعة.
من جهة ثانية، كشفت مصادر مطلعة، أن شبكات تهجير البشر، رفعت من مبلغ العبور بطريقة غير شرعية إلى جيب مليلية، حيث يصل ثمن التهجير السري للفرد الواحد ما بين 30 ألف و 50 ألف درهم.
إلى ذلك أشادت قوى سياسية بمليلية، بمشروع الحرس المدني الاسباني، الرامي إلى تقوية مراقبة سياج الثغر المحتل عبر إحداث نظام جديد يتكون من خمس محطات ثابتة وعناصر الدعم والتدخل السريع، وذلك بهدف الكشف عن جحافل المهاجرين الذين يحاولون الدخول إلى الثغر المحتل.
وتعاقد الحرس المدني مع مقاولة خاصة للإشراف على إنجاز المحطات المذكور بغلاف مالي قدر بـ 2 مليون و 272 ألف أورو.
وبرر الحرس المدني الحاجة إلى إحداث نظام جديد لمراقبة الحدود، من أجل التصدي لخطر المهاجرين القادم من الناظور، بعد وضعهم لخطط متنوعة ترتكز على عنصري المفاجأة والقوة.
وأكدت الإدارة الامنية الإسبانية، أن المهاجرين غير الشرعيين يدخلون إلى مليلية إما عبر اختراق المعابر الحدودية أو بالهجمات الجماعية على السياج الحدودي أو عبر البحر.
ووصف مقترحو مشروع نظام المراقبة الجديد، الوسائل المستخدمة حاليا في مجال التصدي للهجرة غير الشرعية إلى مليلية بغير المجدية، الأمر الذي يدعو إلى تعزيزها بتقنيات حديثة تساهم في التدخل قبل الشروع في الهجوم على السياج الفاصل.
وعليه ، فإن الحرس المدني يرى أنه من الضروري اقتناء وتركيب نظام مراقبة شامل مكون من 5 محطات ثابتة سيتم تركيبها على محيط الحدود للمراقبة البرية والبحرية.
ويتوفر هذا النظام على جهاز تحكم محلي وعن بعد قادر على اكتشاف الأهداف والتعرف عليها وتحديدها أثناء النهار والليل وفي الظروف الجوية السيئة.
وفي الجانب الآخر، يبذل المغرب جهودا مضاعفة لمحاصر الظاهرة، إذ تمكنت عناصر الشرطة التابعة للمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة الناظور، بناء على معلومات وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، صباح الأربعاء 26 أكتوبر الجاري، من تفكيك شبكة إجرامية منظمة تنشط في مجال الاتجار بالبشر وتنظيم الهجرة غير الشرعية على مستوى المناطق الشمالية للمملكة.
وحسب بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، فقد باشرت المصالح الأمنية مجموعة من التدخلات الأمنية المتزامنة بكل من مدينة الناظور ومناطقها المدارية، خصوصا مراكز أزغنغان وبني شيكر وبني بوغافر وبوعرك وسلوان.
وأسفرت هذه العملية الأمنية، عن توقيف ثلاثة وعشرين مشتبها فيه، من ضمنهم مغاربة وأربعة أشخاص ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
جدير بالذكر، أن مليلية المحتلة تعرضت هذا العام لثلاث قفزات كبيرة على السياج في 2 و 3 مارس و 24 يونيو.
وتوفي ما لا يقل عن 23 مهاجرا في شهر يونيو، معظمهم من السودان.
وبحسب الرسالة التي بعثها المغرب إلى الأمم المتحدة، فإن الجثث لا تزال بعد أربعة أشهر في مستودع الأموات بمستشفى الحسني في الناظور، وقد تم تحديد هوية واحد من هؤلاء القتلى فقط.
https://www.youtube.com/shorts/Fz8pIr-wrWA
إن ما يحز في النفس هو ما نشهده من مثل هذه الأحداث و المغامرات غير المحسوبة.
قد يجادل البعض يقول: لا مناص من الهروب من واقع مكفهر حيث تنعدم فيه أبسط الحق في العيش الكريم!
طيب، فإذا هربت من ذاك الواقع فإلى أين؟
الهجرة هي مشروع يجب دراسته جيدا من كل الجوانب. و حين تطبق العشوائية على تسييرك للمشروع فحتما ستخسر، و أي خسران!
مشروع الهجرة “السرية” أو العشوائية، فهو بداية يستنزفك ماديا لأنك بحاجة إلى عشرات الآلاف من الدراهم تعطيها لأولئك الذين يبيعونك الوهم فيما هم لا يزالون يعيشون بين ظهرانينا، يقدمونك قرابين للمجهول و يعيشون على تركتك و من معك.
ثم بعد ذلك يحتضنك الظلام: الآن عليك التملص من هويتك حتى لا تضطر للعودة من حيث أتيت. و لكنك ستعود… ربما!
و أنت تتلاطمك أمواج اليم لا يطمئنك إلا هؤلاء ممن معك “الموت في الجماعة نزاهة!”. و هنا ثلاث فرضيات أحلاها مر: فإما تغرق و لك أم و أب و إخوة قد لا يعرفون أصلا أين أنت و هم يبحثون عن فلذة كبدهم، تلك الأم التي حملتك تسعا و أنجبتك و حين اشتد عودك تركتها “مرغما” حسب فهمك، فإما تأكلك الأسماك و إما يجرك البحر إلى الشاطئ، و قد عدت لكن… ميتا!
و إما قد يمسكك حراس البحر من الأمن، و قد يعيدونك من حيث أتيت.. و قد عدت لكن.. مهانا لا قيمة لك! و الفرضية الأخيرة أن تصل إلى وجهتك و حينها قد تفرح لهنيهة، لأنك خلت أن هدفك في الحياة قد تحقق! و لكن ماذا حققت؟ أنت هنا أنشأت لك عالما فوضويا تبحث فيه عن شيء من لاشيء.
أرجو من الإخوة التفكير جليا قبل قرار الهجرة. فليس كل المغاربة “مزاليط” ،فمن لديه هدف في الحياة سيصله لأن مسبب الأسباب هو الله و ليس أي أحد و رزقك سيصلك أينما كنت.
لا أرى حلا لهذه الإشكالية غير تطوير العملية التعليمية و محاربة الاتكالية و ترسيخ الثقافة الدينية و الوطنية في تفكير الشباب.
كيف لشبابنا يهاجر ليعيش عيشة مذلة مخزية يعيشون على ما تجود به جيوب العامة. تتقاذفهم الشوارع بين مطرقة الشرطة و سندان مافيا المخدرات و تجارة الأعضاء البشرية.. و يكتسبون مهارات جمة في صنوف السرقة و العيش البئيس و الاعتداء و الاغتصاب و النوم بين أحضان حواف الأنهار و المزابل..
في حين يهجر إلى بلادنا كثر، يستثمرون و قد يبدأون من الصفر. انتهى
كنت يوم امس في مليلية مدينة مهجورة لماذا يهجرون إليها يهربون من منالخيرات ويذهبون الى الجوع