زايو سيتي
ظل المؤرخون الإسبان يشيرون في كتاباتهم إلى أن مدينة زايو ومحيطها، وتحديدا أولاد ستوت، كانت أرضا خلاء، قبل أن يُعمرها الإسبانيون، غير أن هذه الأطروحة لم تكن تلقَ القبول لدى المهتمين بتاريخ المنطقة.
ويعزي الرافضون لهذه الفكرة رأيهم إلى كون زايو تُعد منطقة حيوية واستراتيجية، كونها قريبة من نهر ملوية ومن البحر، وبالتالي لا بد أن أقدام الناس قد استوطنتها من قبل.
فكرة “زايو أرض خلاء” انتفت مؤخرا بعد صدور مجموعة من الكتابات التي تتحدث عن وجود قبائل استوطنت هذه الأرض.
في هذا السياق، ننبش اليوم في تاريخ قبيلة استوطنت محيط زايو، واستمرت فيه إلى غاية حدود القرن 18، قبل أن لا يعود لها وجود.
إنها قبيلة “الزاولة”، التي كان لها حضور قوي على ضفاف نهر ملوية، وهو ما أشار إليه المؤرخ الإسباني “خوسيه أنطونيو كونده” JOSÉ ANTONIO CONDÉ.
فقد تطرق المؤرخ الإسباني لقبيلة “الزاولة” في مشروعه الرامي لكتابة “معجم جغرافي لإسبانيا”، وهو مؤلف صدر بعد وفاة صاحبه.
يقول خوسي أنطونيو أن قبيلة “الزاولة” كانت خبيرة بجغرافيا نهر ملوية، وكانت حاجزا يصد الغارات القادمة من الضفة الأخرى لملوية. بل كانت توفر الحماية لليهود الذين كانوا يقطنون زايو مقابل هدايا.
يقول المؤرخ الإسباني أن شدة رجال “الزاولة” جعلت مجموعة من القبائل تتوحد ضدهم، حيث أن هجوما تم تنفيذه خلال أحد أيام سنة 1779، استهدف منتسبي هذه القبيلة.
الهجوم الذي كان مباغتا أدى إلى قتل عدد كبير من رجال القبيلة ونسائها وأطفالها، فيما غادر المنطقة من بقي منهم، لتكون سنة 1779 آخر عهد “للزاولة” في زايو.