زايو سيتي – فريد العلالي
أسدل الستار يوم أمس الأحد، عن فعاليات الدورة السابعة عشرة من الملتقى العالمي للتصوف الذي تنظمه الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة “الملتقى”، بشراكة مع المركز الأورو متوسطي لدراسة الإسلام اليوم، بمنطقة مداغ، التابعة ترابيا لإقليم بركان.
وأحيى الآلاف من مُريدي الطريقة القادرية البودشيشية، ذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور منير القادري بودشيش، مدير الملتقى العالمي للتصوف، وعدد من مريدي الزاوية القادمين من مختلف الدول، حيث تميزت “الليلة الكبرى”، وهي الليلة الختامية لملتقى التصوف بمداغ بقراءة القرآن، وترديد أذكار الطريقة القادرية وأناشيدها.
ودعا المشاركون في الملتقى إلى “ضرورة العناية بالتراث الصوفي القادري جَمْعا وتحقيقا ودراسة، والتنسيق التواصلي بين الطرق ذات المشرب القادري بيانا وتثمينا لما أسهم به هذا المشرب، إلى جانب باقي المشارب الصوفية الأخرى، في ترسيخ معالم التديُّن الأصيل وتنزيله في العديد من ربوع العالم عامة، وفي القطر الإفريقي خاصة”.
وخرج المشاركون في أشغال هذه التظاهرة العالمية بست توصيات تدعو إلى “ضرورة إعداد برامج إعلامية هادفة لتسليط الضوء أكثر على الدور الحيوي والجوهري الذي تضطلع به الطرق الصوفية الأصيلة، التي ترسّخ بطبيعتها العملية السلوكية روح العمل والقيم الإيجابية البناءة المنخرطة في المشاريع التنموية، وذلك تجاوزا للصورة النمطية المغلوطة التي تقدم التصوف على أنه انعزال وانزواء وضرب من السلبية والانطوائية”.
كما أوصى الملتقى بـ”إنشاء رابطة صوفية تضم كبريات الطرق الصوفية المغربية، بهدف بثّ روح الأخوة ولمّ الشمل وتوحيد الجهود، خدمة لثابت السلوك في بعده الوحدوي، ثم ربط الصلة مع الأقطار التي شهدت حضورا وإشعاعا واسعا لهذه الطرق، خاصة في إفريقيا، والتأكيد على أن التصوف مبني على العمل وإتقانِه ارتباطا بالعلم وحُسن المقصد، وقوة اقتراحية يتعيّن أخذه بعين الاعتبار في كل المشاريع التنموية والإصلاحية”.
ومن بين توصيات الملتقى العالمي للتصوف كذلك التشديد على “ضرورة إدراج البعد الروحي العملي وإفساح المجال له بشكل كبير في البرامج التعليمية ومجال التكوين المهني، تحصينا للمتعلمين وترسيخا لروح المبادرة الإيجابية، خاصة في مجال المقاولة والمشاريع التنموية، وتسليط الضوء على كبار أعلام التصوف السُّني العملي الذين رسّخوا بسلوكهم روحَ العمل الديني الأصيل الجامع بين الجانب التعبُّدي ومقتضيات العيش المبني على أُسس التضامن والتكافل والرحمة والمحبة”.
واختتمت فعاليات الدورة السابعة عشرة من الملتقى برفع برقية الولاء والإخلاص إلى الملك محمد السادس، تلاها مدير الملتقى، الدكتور منير القادري.
بدون تعليق
Sans commentaire
Sin comentario