أعاد الحريق الذي اندلع في أحد أجنحة الحي الجامعي لمدينة وجدة، وأودى بحياة طالبين، وإصابة ستة آخرين بحروق وإصابات متفاوتة الخطورة، (أعاد) إلى الواجهة نقاش الاكتظاظ الذي تعرفه كليات جامعة محمد الأول بذات المدينة وما يترتب عنه من مشاكل.
عدد من المهتمين والفاعلين التربويين، يحملون وزير التعليم والبحث العلمي والابتكار، المسؤولية السياسية في مصرع الطالبين المشار إليهما، وذلك بعدما ساهم قراره، غير المفهوم، بتجميده ورش إنجاز ملحقتين جامعيتين ببركان وتاوريرت، واللتين كان من شأن انجازهما تخفيف الضغط عن كليات جامعة محمد الأول بوجدة، وما سيترتب عن ذلك النقص في الاكتظاظ الذي يعيش على وقعه الحي الجامعي بذات المدينة.
ميراوي قرر، وبشكل غير مفهوم، تجميد مشاريع إحداث عددٍ من الكليات والمراكز الجامعية التي تقرر إحداثُها في عهد الحكومة السابقة بشراكة مع الجماعات الترابية، أو “إرجاء ذلك إلى حين إعداد رؤية شاملة تهم بالدرجة الأولى حاجيات المناطق المعنية فيما يخص التكوين الجامعي، بما يشكل إضافة نوعية في منظومة التعليم الجامعي”، حسب وصفه،ومن بين الملحقات التي شملها التجميد، النواة الجامعية التي كان مقررا تشييدها ببركان، بهدف إنعاش الأنشطة الثقافية والعلمية والاقتصادية بهذا الإقليم، تفعيلا للمقاربة التي تروم تعزيز العرض التربوي وتقريبه من ساكنة أقاليم جهة الشرق خصوصا على صعيد إقليم بركان، بغية محاربة الهدر الجامعي وتقليص تكلفة الدراسة والتخفيف من الاكتظاظ الذي تعرفه الجامعة.
فبعد أعوام من الترافع من طرف المؤسسات والهيئات المدنية والجماعية والإقليمية بهذا الإقليم، أمام مسؤولي قطاع التعليم العالي، جهويا و مركزيا، وبعد الموافقة على إحداث نواة جامعية مُتعددة التخصصات بالإقليم، واقتناء المجلس الإقليمي للبقعة الأرضية التي سيشيد عليها المشروع، وتفويت الاعتمادات المالية المخصصة للمشروع، (بعد كل هذا) قرر الرئيس الجديد لجامعة محمد الأول بوجدة، ياسين زغلول، تحويل هذه النواة، التي هي قيد الإنجاز، من نواة جامعية مفتوحة إلى معهد “بيو تكنولوجي”، للتخصصات الفلاحية، رغم توفر الإقليم على قطب للتخصصات الفلاحية.
قرار زغلول، حسب أحد الفاعلين الجمعويين ببركان هو ” تنفيذٌ لقرار رئيسه/الوزير الوصي على القطاع، و بتدخل من مسؤولين أخرين، منهم معينون، لأهدافَ غير تلك التي تم الإعلان عنها”، مضيفا “والوقت كفيل بفضح كل هذه التلاعبات التي تضربُ مصلحةَ أبناء المنطقة عرض الحائط من أجل مصالحة حفْنة من أصحاب المشاريع”.
ذات الفاعل، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، يرى أن ما وقع بالحي الجامعي بوجدة، هو “تحصيل حاصل لسياسة تكديس طلاب المنطقة الشرقية في مدينة واحدة”، معتبر أن “هذا مشكل واحد من بين عدة مشاكل تنجم عن هذا التكديس، وإبعاد الطلاب عن مجالهم، مع ما يعني ذلك من إرهاق مادي لأسرهم، الأمر الذي دفع عدداً منهم لمغادرة مقاعد المدرجات، لكونهم لم يقدروا على تحمل الكلفة المادية لمتابعة دراستهم، وكل هذا لأن سي ميراوي ومن معه جمدوا مشروع بناء الملحقة الجامعية ببركان و توريرت إرضاء !”.
يذكر أن ورش إنجاز الملحقة الجامعية ببركان، كان قد خصص له غلاف مالي إجمالي يناهز 120 مليون درهم، ويشمل إنجاز مركز أكاديمي يتكون من ستة مدرجات بسعة 250 طالبا، وثلاث قاعات للدراسة تبلغ سعتها 120 طالبا، و32 قاعة للدروس بسعة 60 شخصا، و 7 قاعات للإعلاميات بسعة 30 شخصا
كما تتضمن الملحقة الجامعية، حسب ما تم الكشف عنه عندما زار سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سابقا، المشروع، (تتضمن) مكتبة بسعة 400 شخص، ومرافق إدارية وعدة فضاءات سوسيو ثقافية ورياضية.