بقلم – علاء الدين الحدوتي
كم هو مؤلم رؤية الناس يزدادون فقرا فوق فقرهم ويزداد الغني غنى يوما بعد يوم ،دقيقة بعد دقيقة،ثانية بعد ثانية.
آه يا وطني أكلوك لحما و تركوك عظما، فبأي حق تأكلون الوطن وتتركون لنا الوطنية؟ فكيف لك أن تكون وطنيا في بلد فُقِدت فيه قيمة الإنسان التي أصبحت تقاس بالمال ؟ فما أصعب أن تضيق الأوطان بأهلها ويصبح الخروج منها حلماً لا يضاهيه حلم ، فعندما يكون الانعتاق من قيود الوطن نتيجة أوضاع مزرية وواقع لا يطاق فإن الوطن لا يعود وطناً.
الناس في وطني باتوا أسرى هزائمهم في حروبهم اليومية ضد همومهم الحياتية، فالمواطن المغربي مقصوم الظهر من أحمال ثقيلة ألقت بها الحكومات ومجالس النواب المتعاقبة على ظهره بحجة الأزمات الاقتصادية التي كان لهم اليد الطولي في وجودها فلم تجد بدّا لستر عجزها إلا بفرض مزيد من الضرائب ورفع الأسعار عليه، يضربونه أكثر مما يطعمونه، أفقدوه القدرة على أن يذهب بأحلامه ويعيش حياة كريمة،النَّاس فقَدوا الْقُدرة حتَّى علَى البُكاء ، إنَّهم يبكُون بِدموعٍ تتساقَط داخلهم.
لك الله يا وطني و إن الله يمهل ولا يهمل ،فالظلم مهما طال أمده واشتد، ومهما طال سواد ليله ومهما زاد عدد الظالمين وأنواع جبروتهم وتسلطهم تحت سواد ليل الظلم، ومهما ملكوا من أدوات سلطة ومنصب ودعم دنيوي على أشكال القهر والظلم والاستبداد، فإن فجر ونور العدل والنصر يأتي ولو بعد حين.
ختاما أختم كلامي بقول الله تعالى في كتابه: {وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّٰلِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍۢ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلْأَبْصَٰرُ} صدق الله العظيم.