زايو سيتي: محمد البقولي
تعتبر مهنة خياطة شباك الصيد حرفة تقليدية عريقة ومتوارثة من الآباء ومن المهن التي ترفض الاختفاء بالرغم من تطور أساليب و أدوات الصيد البحري الحديثة، وهي مهنة تتطلب الكثير من الجهد والاشتغال المستمر بالإضافة التي التركيز والدقة المتناهية من أجل صناعة شباك قوية قادرة على تحمل أطنان عديدة من الأسماك وإخراجها من قعر البحر.
زايوسيتي دخلت غمار هذه المهنة من أجل كشف بعض أسرارها لمتابعيها الكرام وذلك عبر محاورة أقدم خياط لشباك الصيد بجماعة رأس الماء أو قابوياوا السيد محمد قوبع والذي يمارس الحرفة منذ سنة 1984 حيث أنه يعد أقدم وأكبر خياط شباك بالمنطقة سنا، محمد فتح لكاميرا القناة قلبه وتحدث عن كواليسها القاسية والصعبة وهو يقوم بخياطة وترقيع شباك صيد بميناء رأس الماء.
هذه الشباك المستعملة في صيد السمك تتراوح مساحتها ما بين 300 متر مربع وتصل إلى غاية 800 متر مربع حيث تستطيع الأولى الصغيرة تحمل كميات سمك تصل ل 30 طنا في حين قد تصل الكمية التي تستطيع الشباك الأكبر إلى 100 طن من الأسماك، غير أن ممارسي المهنة يعانون بشكل كبير من ظروف عمل غير مستقرة إذ أن عملهم مرتبط بانتعاش نشاط الصيد المرتبط بدوره بتواجد السمك، الأمر الذي لا يكون متحققا بشكل دائم وقد يجد الخياطون أنفسهم بدون عمل عندما تقل كميات الأسماك ويضعف نشاط الصيد بالميناء، زيادة على ذلك فهم يشتغلون باليومية وليس بنظام التعاقد والتثبيت وهذا بأن يتوجهوا يوميا للميناء وينتظروا أحدا يقوم بتشغيلهم في صناعة وترقيع شباك الصيد بثمن زهيد لا يتوافق مع حجم المجهود الذي يبذلونه إلا أنهم مضطرون للقبول بهذه الأثمنة نظرا لعدم وجود بديل لهم، ويشتغل الخياطة براتب يومي قدره 250 درهما في الوقت الذي يستحقون فيه راتبا قدره 1000 درهم حسب تصريح السيد محمد قوبع.
وبخصوص التصريح بصندوق الضمان الاجتماعي فإن العمال مصرح بهم كبحارين غير أن عدد الأيام المصرح بها قليل جدا ولا يوافق عدد الأيام التي يشتغلونها فعلا، مما يزيد من معاناتهم وهم الذين يعجزون عن توفير علاج لأنفسهم ولأهلهم بمدخراتهم الذاتية المنعدمة ناهيك على أنهم لا يتم تعويضهم في حالة مرضهم ولا يتلقون راتبا في الأيام التي لا يشتغلون بها وهذا كله ناتج عن عدم وجود قانون واضح ينظم هذه المهنة مما يسمح للبعض باستغلال محترفيها وعدم إعطاءهم حقوقهم وتعويضهم بالشكل اللائق والمناسب، وحالتنا لهذا اليوم السيد محمد قوبع رغم أنه يزاول المهنة منذ 40 عاما إلا أنه يعاني ظروفا اجتماعية جد صعبة وعاجز عن توفير أبسط متطلبات العيش.
شاهدوا الحوار الكامل: