محمد سعيد أرباط
يواصل حزب “فوكس” اليميني المتطرف في إسبانيا، بحثه عن أي “ثغرة” للضرب في العلاقات الجيدة التي بدأت تتأسس بين الرباط ومدريد، خاصة بعد انتهاء الأزمة الديبلوماسية بين البلدين ودخولهما في مرحلة بناء علاقات جيدة مبنية على الاحترام المتبادل، وآخر خرجاته في هذا السياق، تتعلق بيوم إعادة فتح معبري سبتة ومليلية الذي تم الاتفاق عليه بين البلدين أن يكون يوم الثلاثاء 17 ماي الجاري.
واعتبر رئيس حزب “فوكس” الإسباني، خوان سيرخيو ريدوندو، وفق ما أوردته مصادر إعلامية إسبانية، أن اليوم الذي تم اختياره لإعادة فتح المعبرين البريين الحدوديين بكل من سبتة ومليلية، هو “إساءة” من المغرب إلى إسبانيا، على اعتبار أنه يتزامن مع “الذكرى الأولى للاجتياح المغربي لسبتة”.
وأشار رئيس حزب “فوكس” في اتهامه، إلى 17 ماي من العام الماضي، عندما شهدت سبتة على مدى يومين، تدفقات كبيرة للمهاجرين والقاصرين المغاربة، في ذروة الأزمة الديبلوماسية بين الرباط ومدريد بسبب قضية زعيم “البوليساريو” إبراهيم غالي وعلاقتها بقضية الصحراء المغربية، حيث رفض المغرب القيام بمهام الحراسة على حدود سبتة، مما تتسبب في تدفق الالاف من الأشخاص على المدينة.
واعتبر الحزب الإسباني المذكور، أن ما حدث هو “اجتياح مغربي” لمدينة سبتة، وكان قد طالب بفرض قوات أمنية وعسكرية إسبانية على الحدود من أجل التصدي إلى أي “اجتياح” مماثل في المستقبل، موجها اتهامات عديدة للرباط، كممارسة “الابتزاز” وغيره.
وفي اليومين الأخيرين، أعلن وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، أن المغرب وإسبانيا اتفقا رسميا على إعادة فتح المعبرين الحدوديين البريين في سبتة ومليلية بشكل تدريجي، ابتداء من يوم الثلاثاء 17 ماي الجاري، بعد إغلاق دام أكثر من سنتين بسبب فيروس كورونا والأزمات السياسية بين البلدين.
ويعتبر حزب “فوكس”، بالإضافة إلى اختيار هذا اليوم كـ”إساءة” إلى إسبانيا، أن المغرب انتصرت في معركتها ضد إسبانيا، خاصة أن إعادة الفتح لم يشمل إلى حدود الساعة إعادة الجمارك التجارية عبر المعبرين الحدوديين، وسيشمل فقط السماح للأشخاص العاديين بالعبور.
وينضاف هذا الهجوم من حزب “فوكس” إلى العديد من هجماته السابقة نحو الرباط، حيث يبني خطابه السياسي على العداء للمغرب والمهاجرين المغاربة في إسبانيا، ويعتبر أي خطوة مغربية للدفاع عن قضاياه الوطنية بمثابة تحرش وابتزاز ضد مدريد.
