بقلم: سعيد قدوري
أطلق مجلس جهة الشرق، بشراكة مع ولاية جهة الشرق والمركز الجهوي للاستثمار لجهة الشرق، برنامج إشراق مواكبة لمواكبة 2000 حامل مشروع بالجهة.
وأفاد بلاغ للمجلس بأن هذه المبادرة تندرج في إطار الاهتمام المتواصل الذي يوليه مجلس جهة الشرق بتطوير الحس المقاولاتي بالجهة، ومن أجل دعم الاستثمار وخلق فرص الشغل بجهة الشرق.
من خلال بلاغ الجهة الشرقية والحملة الإعلامية التي تلته يعتقد المتتبع، خاصة من العاطلين الراغبين في الحصول على شغل، أن المجلس سيساهم من الألف إلى الياء في هذه المشاريع، في حين سيقتصر دور المجلس وولاية الجهة والمجلس الجهوي للاستثمار على المواكبة فقط.
هذا الدور الذي يتم حاليا التهليل له، بل وتخصيص ميزانية مهمة من مجلس الجهة للترويج له، كانت تقوم به مؤسسة “أنابيك” بشكل عادي وروتيني ودون تهليل، وزيادة على ذلك، كانت هذه المؤسسة تقوم بإنجاز دراسة للراغبين في إحداث مشاريع التي تهم العاطلين مجانا ودون تطبيل وصرف الميزانيات على الحفلات.
حقيقة برنامج “إشراق مواكبة” هي أن الشاب سيقوم بإنجاز ملفه بالكامل، ثم يتوجه للمؤسسة البنكية من أجل اقتراض مبلغ من المال لأجل تمويل مشروعه، ثم سيقوم بعد ذلك بتأدية أقساط لتسديد ما بذمته من دين، والذي يشمل الفوائد.
ولتسجيل حضور مجلس الجهة وإيهام المواطنين أن له دور في الموضوع أفاد البلاغ أن حاملي المشاريع المذكورين (1000 حامل مشروع) سيستفيدون من دورات تكوينية لتمكينهم من تنمية قدراتهم المقاولاتية. في حين هناك مجموعة من جمعيات المجتمع المدني تقوم بذلك على أكمل وجه ودون الحاجة للبهرجة والتهليل وصرف الميزانيات.
ما لم يتم قوله للمواطنين؛ هو أن هؤلاء الشباب الذين سيقومون باقتراض مبلغ مالي من البنك سيكونون وحيدين في مواجهة هذه الأبناك حال عجزوا عن دفع أقساط الدين أو حال فشل مشروعهم. ولنا أمثلة عدة لشباب دخلوا مرحلة التقاضي بسبب هذه الديون.
الخلاصة أن عاطلي الجهة الشرقية لم يكونوا في حاجة لكل هذا الإنزال الإعلامي وصرف ميزانيات ضخمة من أجل الترويج للوهم، وكأن مجلس الجهة جاء بخطة جديدة تفتقت عبقرية أعضائه فأنتجتها.