شفيق عنوري
نظم العمال العابرون للحدود، الذين لا زالوا عالقين في مدينة سبتة المحتلة، وقفة احتجاجية جديدة اليوم الإثنين، من أجل المطالبة باستئناف الحركة عبر المعابر الحدودية، ليتسنى لهم رؤية أسرهم وعائلاتهم التي حرموا من لقائها منذ شهر مارس من سنة 2020، وسط تسرب اليأس إلى قلوبهم، خصوصاً في ظل تأجيل الافتتاح، رغم تجاوز المغرب وإسبانيا للأزمة التي كانت قد اندلعت بينهما.
وكشفت صحيفة “ceutaldia”، أن العمال عبر الحدود، يواصلون الاحتجاج كل يوم إثنين، للمطالبة بإيجاد حل لمشكلتهم التي عمرت لأكثر من سنتين، مؤكدين أنهم باتوا على وشك اليأس، وأن الكلمات وحدها لم تعد كافية للتعبير عن المعاناة التي يعيشون فيها منذ سنة 2020، وفق ما أعربت عنه المتحدثة باسم العمال، رشيدة الجريفي.
وأضافت أن العمال والعاملات، علقوا آمالهم على الاجتماع الأخير للجنة الهجرة الإسبانية المغربية، غير أنه لم يحدث أي شيء بعده، حيث قالت الجريفي، إن مسؤولي البلدين: “لم يسمونا، ولم يتحدثوا عن قضيتنا.. لا شيء عنا”، متابعةً: “نحن نعلم أنهم لا يهتمون بنا، لكن أين حقوق الإنسان؟”، مطالبة بالنظر لوجوه المحتجين لمعرفة حجم المأساة التي يعيشونها.
وتابعت أن الخلافات المزعومة في المفاوضات بين إسبانيا والمغرب، لفتح معابر سبتة ومليلية، أدت إلى استنفاد صبر العمال العابرين للحدود، الذين تشكل العاملات المنزليات أغلبهم، حيث نقلت عن إحداهن، قولها، إن الجدار الذي لا يمكننا عبوره، هو الجهل وليس السياج، “فلا أحد يعترف بوجودنا، ومن الصعب جدا ابتلاعه”.
وهدّد العمال العابرون للحدود، الذين حضروا الوقفة الاحتجاجية صباح اليوم الإثنين، بالتصعيد وخوض أشكال جديدة، على رأسها الإضراب عن الطعام، في حال لم يتم استئناف الحركة عبر المعابر، بعد انتهاء مدة التأجيل التي أعلنتها الحكومة والمحددة في 15 يوما، مشددين على أن صبرهم بدأ ينفد.
يشار إلى أن وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، كان قد قال في أحدث تصريح له، إن المعابر الحدودية لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، ستفتح خلال الصيف، غير أنه لم يحدد أي تاريخ لذلك، وهو الأمر نفسه الذي جاء على لسان مارلاسكا قبل أكثر من أسبوع، حين أكد أن الحدود “على وشك أن تفتح”.