زايو سيتي: فريد العلالي
تقع مدينة”دبدو” شرق المغرب على بعد 52 كلم جنوب مدينة تاوريرت، وتتميز بمرتفعاتها الجبلية الخلابة وبعمرانها التاريخي الذي يـُضفي عليها جمالا وسحرا يأسر كل زائر من أول وهلة وهو يتجول بين أسوارها ووسط أحيائها و دروبها، لكن في هذا الروبرتاج سنسلط الضوء على بعض الجوانب المظلمة لساكنة القرية ومعاناتها اليومية مع مشاق الحياة وأعباءها.
لم نكن نتصور ونحن نحط الرحال بقرية “الركن” بجماعة العطف، إقليم تاوريرت، القريبة من قرية “دبدو” السياحية، بأننا سوف نستقبل بهذا الكم من البؤس والفقر والحرمان، لنصدم بواقع أغرب من الخيال، قرية شبه خالية من أبسط المقومات التنموية لا ملاعب للقرب أو أماكن للترفيه والتثقيف، سوى نساء يقبعن في بيوتهن لا يقمن بشيء، وبعضا من الشيوخ يجلسون أمام منازلهم أملا في غد أفضل و لحصول على شَربة ماء تروي عطشهم.
أول ما لاحظناه ونحن نتجول بالقرية، غياب الماء الصالح للشرب بالمنازل، إذ تقوم الساكنة بقطع مسافات طويلة على الدواب لجلب الماء من بعض العيون أو الآبار، فهي بالنسبة للساكنة تصلح لجميع الاستعمالات من شرب وغسل للملابس وأيضا للاستحمام إن اقتضى الأمر ذلك.
يقول أحد المواطنين في تصريح لـ “زايو سيتي، “منذ سنوات ونحن نقطع يوميا مسافات طويلة لجلب الماء لمنازلنا في براميل بشكل يومي على الدواب شتاء وصيفا”، مُشيراً في السياق ذاته إلى تعثر بعض المشاريع المائية المنجزة في هذا الإطار من طرف الجماعة.
وذكر آخر، أن مشكل الماء ليس الوحيد الذي يؤرق بال الساكنة، بل حتى التعليم، حيث بات عدد من الأطفال محرومين من استكمال الدراسة، بسبب بعدها عن القرية وغياب حافلات للنقل المدرسي، مما يساهم في الهدر المدرسي.
ويسود قلق كبير في أوساط العشرات من الأسر الكائنة بالقرية، بسبب “أزمة العطش” وبُعد ينابيع المياه، ما جعل العديد منهم يوجهون نداءات استغاثة عبر “زايو سيتي” لحث المسؤولين على التفاعل مع مطالبهم ورفع الضرر عنهم.
وإلى أن يتحرك المسؤولون في هذه القرية لإخراجها من عزلتها، يبقى الحديث المتداول بين الساكنة التي لا حول لها ولا قوة، إلا اللجوء للخالق داعين أن ييسر الصعاب التي يواجهونها أمام صمت المسؤولين الذين يجهلون أوضاعهم من كثرة ما اشتكوا إليهم.