شفيق عنوري
انتقدت جمعية تجار مليلية المحتلة، مندوبة الحكومة، صابرينا موح، بسبب عدم استدعائهم بعد، من أجل الحديث عن إعادة فتح المعابر الحدودية مع المغرب، رغم أنها “الأكثر تضررا”، من الإغلاق الذي استمر لأزيد من سنتين، بالنظر إلى أن الغالبية العظمى من أعضائها منخرطون في التجارة الحدودية.
جاء انتقاد الجمعية التي يترأسها عبد السلام محمد ميمون، للحكومة الإسبانية، ومندوبتها في المدينة ذاتية الحكم، والذي أوردته وكالة “أوروبا برس”، بعد عقد الأخيرة لاجتماع مع اتحاد رواد الأعمال في مليلية (CEME)، حيث أطلعتهم خلاله، على خطط استعادة حركة المرور على الحدود من بداية شهر ماي المقبل، وأيضا طريقة معالجة ملفات تعريف أول من عبر الحدود بمجرد فتحها.
وأكد ميمون، أن جمعيته، ظلت منسية طوال السنتين الماضيتين بعد إغلاق الحدود بسبب جائحة فيروس كورونا، مشدداً على أن التجار، ما زالوا لا يعرفون “ما الضرر الذي سببوه لأعلى سلطة في الحكومة المركزية، والتي لم ترغب أبدا خلال هذين العامين في معرفة أي شيء عن الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي يمر بها التجار”، وهي الفئة التي تمثل الاقتصاد الرئيسي للمدينة.
وأعرب المتحدث، عن احترامه لرغبة مندوبة الحكومة، في الالتقاء بمن ترى أنهم أكثر ملاءمة، متأسفا لأن صابرينا، “تركت جانبا كبار السن المتضررين من إغلاق الحدود، وعلى الأقل تعرف على الموقف الحرج الذي نمر به، مع رجال الأعمال الذين لديهم العديد من العمال والذين طردوا بدون أي مساعدة لمدة شهور”.
وساءل عبد السلام، مندوبة الحكومة: “لماذا لا تخبرنا من هم أول من يعبر الحدود؟ لماذا لا نعرف ما هو الوضع الذي تعتمد عليه كل تلك الشركات التي تراهن على من دخل عبر الحدود؟ ليس لديك معلومات لتقدمها أم أن رواد الأعمال على الحدود لم يعودوا موجودين بالفعل بالنسبة لك؟ هل من الضروري الخروج إلى الشارع والتظاهر أمام مكتبك حتى تنتبه إلينا؟”.
وأكد ميمون، أن الجمعية، حاولت أن تكون متفهمة قدر الإمكان خلال الجائحة التي عانت منها، ولم ترغب في التعبير عن عدم ارتياحها لما يجري بالخروج للشارع للاحتحاج، واكتفت بتصريحات في وسائل الإعلام، غير أن مندوبة الحكومة لا تملك الوقت لمعرفة ما يجري للتجار، “ربما بسبب العمل الرائع الذي تقوم به في المدينة”، حسب تعبيره الاستنكاري.
وشدد على أن إدارة مندوبة الحكومة، ظهرها لهذا القطاع الاقتصادي المهم، أمر “مخيب للآمال للغاية”، مختتماً انتقاداته الحادة لصابرينا موح، بالسؤال: “هل ما يزعج حقا وجود الجمعية في الاجتماعات معك لشرح الوضع الخطير الذي يعاني منه أولئك التجار الذين تأثروا حقا بهذا الإغلاق/فتح الحدود؟”.
يشار إلى أن مجموعة من التقارير الإعلامية الإسبانية، كانت قد تحدثت مؤخرا، عن اعتزام الحكومة الإسبانية إعادة استئناف حركة العبور في الحدود بين سبتة ومليلية المحتلتين والداخل المغربي، بعد شهر رمضان، أي في بداية ماي المقبل، وذلك بعد تجاوز مدريد والرباط للأزمة الدبلوماسية التي كانت قد اندلعت بنيهما، وتطبيع العلاقات مرة أخرى.