تلعب دار الشباب دورا مهما ورئيسيا في بلورة وتطوير انشطة الجمعيات الثقافية والفنية ، وفي ترقي وتنمية الابداع الشبابي وقد أسستها الدولة من اجل العناية بهذه الشريحة المجتمعية من الأطفال والشباب تساعدهم على اكتشاف مواهبهم الفطرية ، هذه الدور في الواقع خلقت لتقديم المعلومات والمساعدات على اختلاف اشكالها لهذه الجمعيات النشطة فهي امكنة لتبادل التجارب والخبرات وحتى الافكار بل هي مصنع ينتج مشروع فنان المستقبل.
مهام دار الشباب في الحقيقة هي حماية هذه الفئة من الضياع ومن الامراض الإجتماعية من تطرف و ادمان على المسكرات والمخدرات … التي تهدد الأمن العام . يعتبر المسرح الذي لقبوه بأب الفنون جميعا لإحتوائه وجمعه للعديد من العناصر والمكونات الفنية الاخرى على الخشبة من موسيقى ، ديكور ، تمثيل ، فن تشكيلي … . هلم جر ، فالمسرح هو المكان الذي تعرض فيه المسرحية وتؤدى عليه، في المقابل المسرحية هي النص المكتوب او الحدث الذي حصل في مكان ما وزمان ما نسخ منها خيوطها المؤلف ثم سيحولها المخرج المسرحي بواسطة ادوار الممثلين الى جسد يتحرك فيه حياة يتحدث ويتأثر بالنص، فالمسرحية نسخة ملموسة ماديا مرئية بالعين تجذب المتلقي تخطف تركيزه حيث تجعله يعيش أحداثها. وبما ان لابد للمسرحية من مكان يتدرب الممثلون على ادوارهم فيها فإن الحل عندهم هو التوجه الى دور الشباب خاصة في المدن والقرى التي لا تمتلك مسارح ولا مراكز لتعليم الموسيقى والغناء مما يجعل اغلبية الجمعيات الثقافية مضطرة ان تمارس انشطتها في هذه الدور حيث جعلتها مسرحا ودارا ومقرا .
ان ما حدث مؤخرا لفرقة ايني اومازيغ للمسرح في مدينة ازغار ان غان (ازغنغان) الذي نستنكره بشدة من تشريد في الشوارع بعد ان تم منعها من التداريب على مسرحيتها في داخلها حسب بيان جمعية ايني اومازيغ ، علما انها ممثلة للجهة الشرقية يطرح عدة تساؤلات حول موضوع اهتمام بعض المسؤولين على هذه الدور الشبابية وتشجيع الشباب على تخطي الصعاب بدل خلقها لهم، تساؤلات على مدى صدق نواياهم واركز هنا على البعض ولا اعمم لانني اعرف بعض المسؤولين في قطاع الشباب والرياضة قمة العطاء والتضحية في اعانة الشباب الهاوي والعاشق لفن المسرح ومساعدتهم على فتق خوالجهم الفنية حتى نجعل منهم فنانين محترفين كبار ، التاريخ والتجربة بينت ان اغلب الفنانين المعروفين حاليا على الساحة من اقليم الناظور كانوا هواة وتخرج اغلبيتهم من هذه الدور، لذلك نطالب ان لا تتكرر هذه الممارسات المنعزلة مرة اخرى وتفكر الدولة من جعل اقليم الناظور بوابة اوروبا فنيا وثقافيا بواسطة بناء مسارح كبرى ، قاعات سينمائية جذابة خاصة انه تقام في المدينة مهرجانات دولية يحتم في تسريع بإنجازها في اقرب الاوقات بدل عرضها في الخيم او قاعات ليست بذلك المقام اضافة الى تكوين نوادي لتعليم الموسيقى مع خلق مدارس لهذه الفنون في المنطقة العطشانة التي تحتاج لمن يسقيها بالمؤسسات الثقافية والفنية المتنوعة والمختلفة منها كذلك الفن التشكيلي.
ان المسرح مدرسة تربي الأجيال والمجتمع وهو مرآته يعكس مدى تطوره وتقدمه ، فهو يساهم في التثقيف وسلط الضوء على المشاكل التي ينبغي حلها وتفكيك خيوطها، امة لا تشجع المسرح امة فقدت خيرا كثيرا يموت تاريخها ولازالت اليونان حية بالمسرح عبر العصور ولكم فيهم عبرة ولكم أيضا واسع النظر.
جمال الغازي