زايوسيتي/ سعيد قدوري
تابع الكل يوم الأربعاء الماضي عملية اعتقال “حميت” بمدينة بن الطيب، المتهم بالاتجار في المخدرات، كما أنه كان موضوع عدة مذكرات بحث وطنية، حيث استأثر اعتقاله باهتمام المواطنين بالجهة الشرقية.
ومما زاد من اهتمام المواطنين “الاستعراض” الذي قامت به السلطات بمختلف تلاوينها لعمليات حجز السيارات الكثيرة التي ضُبطت بحوزة المتهم.
اندهش الناس لحجم ممتلكات الرجل المعتقل، لكن هذا ليس غريبا في منطقة ينتشر فيها رجال أعمال متهمون بتجارة المخدرات، وتكوين ممتلكاتهم من المال الحرام.
الأمر عادي أن يجري اعتقال شخص متهم بتجارة المخدرات، كما أنه عادي أن نكتشف كل تلك الممتلكات في حوزته، لكن الذي ليس عاديا هو “حجم الأسى”وسط العديد من المواطنين ببن الطيب وهي تتابع مرور السيارات المحجوزة أمامها واعتقال “حميت”.
“بن الطيب ماتت”.. هكذا علق أحد المواطنين على فيديو يتضمن عمليات حجز السيارات بموقع التواصل الاجتماعي “تيك توت”، وهو بذلك يشير إلى أن المعني كان مساهما حقيقيا في سد حاجات الناس بالمنطقة.
الكثير من المواطنين تفاعلوا مع اعتقال “حميت”، خاصة ساكنة بن الطيب، التي أجمعت على أن عددا مهما من الأسر بالمدينة يعيلها الشخص المعتقل.
لا نجادل في اعتقال شخص له سوابق يُتاجر في الممنوعات، لكن ما يثير الاستغراب والتساؤل هو النقص الحاصل على مستوى تنمية المناطق المتأثرة من تجفيف منابع التهريب المعيشي، حتى بات المواطنون فيها يعيشون على المساعدات.
الموضوع جدير بالاهتمام حقا، فهي سابقة أن يسود الحزن على اعتقال شخص متهم بتهم خطيرة، والسبب طبعا وما يشفع له أنه معيل للمحتاجين.
أحد البقالة ببن الطيب أفاد في تعليق له على الأمر أن “حميت” جاءه قبل رمضان الحالي وترك عنده أربعة ملايين من السنتيمات ليوزعها في شكل قفف على المحتاجين والفقراء في بن الطيب.
نتساءل؛ ما الذي جعل ساكنة بن الطيب تتحسر لاعتقال “حميت”، إنه الفقر وحاجة الناس لمن يأخذ بيدها في هذه الظروف الصعبة المتسمة بارتفاع الأسعار والركود الاقتصادي.
بات مفروضا اليوم التفكير في كيفية استغلال القنب الهندي كثروة وطنية مساهمة في الرفع من منسوب التنمية ببلادنا، بشكل يضمن استفادة المواطنين من هذه الثروة، ويمنع استغلالها على نحو يُرضي عصابات الاتجار في الممنوعات فقط.