محمد بوتخريط/ هولاندا
– شركة العربية للطيران وغياب المعلومة .
او حين لا تلتزم وكالات الأسفار بإعلام المسافر ..في الوقت المناسب !!
من الأكيد أن ضرورة إنارة طريق المسافر ، يجعله في حاجة ماسة إلى كل المعلومات الضرورية التي تشد أزره وتُطمئنه قبل واثناء وبعد السفر ، ولا يتأتى له ذلك، في نظري ، إلا بإلزام والتزام وكالات الاسفار بتزويده بكافة المعلومات اللازمة الكفيلة بجعله يسافر وهو على بينة من أمره وتوفير كافة الخدمات المتعلقة بالسفر وتوفيرها أسباب الراحة والطمأنينة للمسافر ، وهي بحكم مزاولتها لهذه الأعمال تتصل بالمسافرين اتصالا مباشرا..
هو إذن عقد تتعهد بمقتضاه وكالة الاسفار بأن تقدم لزبنائها عدة خدمات تتدرج بتدرج طبيعة النشاط وتشتمل في حدها الأدنى على حجز الأماكن وفي حدها الأقصى على تنظيم الرحلة الشاملة لحسابها وتقديم جميع الخدمات و المعلومات وخاصة المستجدات المرتبطة بها.
إلا أن بعض وكالات الاسفار في مدينتي غائبة عن كل هذا !
الكثير من المسافرين يواجهون العديد من المشاكل تفسد رحلتهم وتحولها من رحلة ممتعة إلى عبء ثقيل يثقل كاهلهم.
هذه حكايتي مع آخر رحلة لي (وليس آخرها ) مع شركة العربية للطيران ، حجزت خلال الأسابيع الماضية على خطوط شركة العربية للطيران في رحلة ذهاب وإياب الى الناظور عن طريق الإنترنت ..
كنت -طبعا-على علم مسبق بالاجراءات الجديدة المتعلقة بجائحة كورونا.. وما تفرضه الدولتين ( هولندا والمغرب) من إجراءات ، خاصة المتعلقة منها بفحص كورونا و تقديم تصريح فحص كورونا سلبي ..
في رحلة الذهاب كان كل شيء على مايرام … أجريت اختبار كورونا وادليت به مع باقي الوثائق لدى الجهات المختصة في المطار..
وبعد اسبوع وبالتحديد يوم 23 مارس قررت الحكومة الهولندية الغاء العمل بالاختبار السلبي ونشرت الخبر على صفحتها الرسمية ، و قالت إن مطالبة المسافرين بإجراء اختبار سلبي حديث لم يعد إلزامياً، بل هو مُلغى بالاساس انطلاقا من 23 مارس .
وكان موعد سفري هو يوم 24 مارس ، بمعنى وحسب مستجدات ومعلومات الحكومة الهولندية لست ملزما بتقديم الاختبار السلبي..
حرصت على التواصل مع وكالة الاسفار العربية الكائن مقرها بشارع محمد الخامس بالناظور ، ذهبت يوم 23 مارس للاستعلام ، وجدت موظفة الشركة هناك لا تعلم شيئا عن الاجراءات الجديدة ، أحالتني على الصفحة الرسمية للشركة التي لم تكن تحمل اي إشارة للاجراء الجديد بل أن الصفحة لم يتم تحيينها منذ مدة ، كل المعلومات فيها قديمة جدا ، ومنها الزامية تقديم الاختبار السلبي !!
اتصلت بشركة الطيران عبر الهاتف (0802000803) قبل التوجه إلى المطار لاستفسر عن الامر ، الغريب أن الموظف الذي أجابني على الهاتف لم يكن له اي علم بالامر ..بتاتا ، وقال “ان السلطات الهولندية لم تخبرهم بالامر” وقال أنه سيرسل لي رسالة بجميع المعلومات المتعلقة بالسفر عبر بريدي الالكتروني !! الرسالة التي لم اتوصل بها لحد كتابة هذه السطور !!!!
حاولت مرارا وتكرارا التَّحقق من حالة الرحلة عبر الصفحة الرسمية لشركة العربية ، حتى أكون على علم بأي تغييرات قد تطرأ على مسار الرحلة…لكن دون اية فائدة..لا جديد في الصفحة غير معلومات قديمة جدا !
اتصلت بمكتب العربية بمطار العروي مرتين ( 23 و 24 مارس) ،حكيت لهم عن قرار الحكومة الهولندية إلغاء الإدلاء بالاختبار السلبي، كان جوابهم وبالحرف ” إن لم تدلي لنا باختبار سلبي لن تغادر المطار ولن تسافر الى هولندا “.
حاولت أن اشرح له قرار الحكومة الهولندية وان القرار منشور على صفحتها الرسمية، لكنه قاطعني بالقول :” هذه هي إجراءاتنا يا سيدي ولا علم لنا باجراءات الحكومة الهولندية “.
طبعا لم يكن يهمني أمر “الاختبار” في حد ذاته ، لكن ما أجج غضبي هو تعامل الشركة وموظفيها الغير مهني بالمرة ..وانا العنيد بطبعي ، وعندي لم يسمح أن تمر الامور بهذا الشكل .
كنت أحس وأنا أخبرهم هذه المستجدات كأن كاويا يطبع على كتفي علامة “الجاهل بالامور” وكنت كلما استمررت في الشرح كانت تتكاثف الظلمات حولي..فادير راسي عنهم ..كنت أشعر أن هناك شئ غير طبيعى ..
كان الأمر فعلا مخيباً للآمال. لكن في الوقت نفسه لم أكن متفاجئا لأنها لم تكن المرة الأولى التي أقع فيها والكثير من المسافرين في مثل هذه الظروف..
اتصلت بعد ذلك بادارة المطار، اخبروني أن الشركات الاخرى منها الخطوط الملكية و توي فلاي مثلا لا تطالب المسافرين الى هولندا بالاختبارات السلبية، لكن شركة العربية مصرة على ذلك رغم الغاء معظم الدول – ومنها هولندا- لاختبارات كورونا. !!!
إنه فعلا وجه مختلف من أوجه التعامل الغير اللائق الذي أصبح يعاني منه قطاع وكالات الأسفار في المدينة .
حاولت كثيرا ، دون جدوى ولكن ولأكون صريحا معكم اصدقائي ، كل هذا لم يزدني إلا عنادا ..في الصباح الباكر من وقت السفر ،وقفت لحظات ثم عقدت العزم ، تأبطت عنادي وتوجهت الى المطار …المطار الطويل جدا كحكايتي مع العربية الطويلة جدا…
– خلاصة الحكاية ..
إن ضرورة تكوين المسافر لفكرة جيدة وكاملة عن الرحلة والظروف التي ستمر فيها وتقييمه لطبيعة الخدمات المقدمة، يلقي على عاتق وكالات الاسفار ومنها الوكالة اياها التزاما ثقيلا بالإعلام وتقديم المعلومة في الوقت المناسب ، مما يفرض على هذه الأخيرة التحلي بدرجة عالية من الأمانة في تعاملها مع زبنائها وذلك بالمبادرة بتنويرهم بحميع المستجدات والمعلومات وتحيينها في الوقت المناسب والحرص على الوفاء بالتزاماتها وأداء الخدمات الموعودة بالكفاءة اللازمة.
سافرت عبرها ذات مرة ولن اكررها
يجب مقاطعة هذه الشركة والشركات المماثلة في التعانل وعدم احترام المهنية الشركات عطا الله الخير.
سافرت معهم مرآة واحدة وهي كانت المرة الأخيرة لن اسافر في هذه الشركة مرة أخرى لأنني لا احس بالراحة مع مثل هاؤلائ الشركات التي همها الوحيد هو إلا الربح فقط