زايو سيتي: فريد العلالي
انتهزت ساكنة “إغران” فرصة الحضور الإعلامي الكبير والتغطية الواسعة التي صاحبته، لكي تُحول الحديث من طفل سقط في البئر، إلى مأساة ساكنة تعاني في السر. في هذا الروبرتاج سنسلط الضوء على بعض الجوانب المظلمة لساكنة الدوار ومعاناتها اليومية مع مشاق الحياة وأعباءها.
يعيش سكان “قرية تمروت” بإقليم شفشاون ظروفا اجتماعية صعبة نتيجة افتقارهم لأبسط مقومات العيش الكريم، لا طرقات ولا مدارس ولا مستشفيات، سوى المعاناة والحرمان، نساء يعانين في صمت، وأطفال بدون تعليم، وشيوخ رسم الزمان ملامحه المؤلمة على أجسادهم، وشباب هاجر مضطرا إلى المدن من أجل لقمة العيش أو الدراسة.
هذه هي المعالم الأولى التي تستقبلك وأنت تهم بحط الرحال بدوار “إغران” القرية التي جذبت أنظار العالم في خمسة أيام.
لم نكن نتصور ونحن نحط الرحال بالدوار بأننا سنستقبل بهذا الكم من البؤس والفقر والتهميش، لنصدم بواقع أغرب من الخيال، دوار شبه خال من أبسط المقومات التنموية لا ملاعب للقرب أو أماكن للترفيه والتثقيف، سوى نساء يقبعن في بيوتهن لا يقمن بشيء سوى الطبخ وجلب الحطب وأمور أخرى، وبعض من الشيوخ يجلسون أمام منازلهم أملا في غد أفضل، وأطفال تجدهم يركضون هنا وهناك بأسمال بالية.
أول ما لاحظناه ونحن نتجول بدوار “إغران” هو غياب الماء الصالح للشرب بالمنازل، إذ تقوم الساكنة بقطع مسافات طويلة على أرجلهن لجلب الماء، حيث تعتمد في أنشطتها على الفلاحة، والجب الذي سقط فيه ريان كان يراد منه سقي الأشجار والمزروعات، فضلا عن إرواء العطش.
ويحكي سكان المنطقة في تصريحاتهم لـ “زايو سيتي”، أنهم يعيشون التهميش ويفتقرون إلى الطرقات المعبدة، إذ يضطرون إلى قطع مسافة 20 كيلومترا لبلوغ جماعة تموروت من أجل تلقي العلاج، فضلا عن غياب المؤسسات التعليمية، الأمر الذي يتسبب للأطفال في حرمانهم من متابعة الدراسة ويساهم في تفاقم حالات الانقطاع والهدر المدرسي.