اهتز ميزان العدالة ليعدل كفته من جديد بعد أن استطاع قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، فك لغز اختفاء الشاب تهامي بناني بعد 15 سنة من التقصي والتحقيقات، لتظهر أولى خيوط الحقيقة ويقرر القاضي متابعة المشتبه بهم في القضية.
تفاصيل يوم الإختفاء:
في يوم 14 من أبريل لسنة 2007، خرج الشاب تهامي بناني ذو 17 ربيعا، من بيته بمدينة المحمدية متجها للمدرسة بعد أن عرج عليه أصدقاؤه لاصطحابه معهم.
وبعد خروجه من البيت لهنيهة من الزمن شكته شقيقته لأمهما، انتزاعه الهاتف النقال منها، لتُطل الأم من شرفة البيت كي تستعيد الهاتف منه، فكان أن لمحت وجوه الأصدقاء الذين اصطحبوه معهم.
وفي مساء اليوم ذاته، لم يقدر للتهامي أن يطوي طريق العودة للبيت إلى الأبد، ليبدأ مسلسل البحث عن الحقيقة.
رحلة البحث عن الحقيقة الضائعة:
ابتدأت رحلة البحث عن حقيقة اختفاء التهامي الغامض في اليوم التالي من طرف أب المختفي، أستاذ مادة الفرنسية بالسلك الثانوي، عبر طرق جميع الأبواب والبحث في كل السيناريوها التي يمكن أن توصله إلى ابنه، إلا أن الموت أوقف الأب بعد ثلاث سنوات من البحث، لتحمل الأم المشعل بعده.
واستطاعت الأم بعد بحث طويل أن تصل إلى آخر مكالمة لابنها، وكذلك بعض التفاصيل التي كانت تبدو ثانوية قد لا تضيف للبحث أي شيء.
وبعد 15 سنة من البحث الحثيث، استطاع قاضي التحقيق إثبات وجود شبهة في اختفاء التهامي، وأمر باستدعاء المشتبه بهم وعرضهم على الأم، لتؤكد هذه الأخيرة أنهم نفس الأشخاص الذين اصطحبوا ابنها يوم اختفائه.
ويتعلق الأمر بثلاث شبان كانوا في سن الرشد يوم الاختفاء والرابع كان قاصرا يومها، اعترفوا وقف أقوالهم، أن التهامي بناني توفي وفاة طبيعية وهم في جلسة روتونية كعادتهم بمنطقة زناتة بالمحمدية.
قرار المحكمة:
انتهت هيئة القضاء إلى تسريح المشتبه به الرابع للتقادم، كون أنه كان قاصرا يومها وأنه لم يكن رفقتهم ساعة الوفاة، حيث تم إخباره بوافاة التهامي وتستر على الواقعة.
وأمرت الهيئة متابعة الثلاثة الآخرين في حالة اعتقال، إلا أن أحد الثلاثة يقطن حاليا بالديار الكندية.
وأحالت الهيئة ملف القضية على الغرفة الجنحية حيث أن أطوار الملف ستبقى سرية في الظرف الراهن.
آخر ما قام به المختفي قبل غيابه:
من بين المفارقات التي كشفت عنها والدة الضحية، انها وجدت دفتر ابنها الذي كان يدرس بالأولى باكالورية، وقد كان آخر درس خطه، في اليوم الذي سبق اختفاءه، تحليل لفصل من فصول رواية “آخر يوم من حياة المحكوم بالإعدام”.
وتروي أم ضحية عن لسان بنها، أنه قال لها قبل خروجه في اليوم الأخير “إلى كان غير على الجهوي كوني هانية الواليدة راه في الجيب” مربتا على كتفيها.
حكت صفاء في الفيديو التالي تفاصيل الواقعة، وكيف ظلت أم التهامي طوال هذه السنوات تبحث عن أي خيط يوصلها إلى ابنها، إلى أن طالبت هذه اليوتيوبر بمساعدتها لإعادة إحياء قضية التهامي، حتى يصل نداؤها إلى أكبر عدد من الناس.
وبالفعل تمكن هذا الفيديو، الذي حقق أكثر من 1.3 مليون مشاهدة على يوتيوب، من التأثير في العديد من الأشخاص، الذين طالبوا بتحقيق العدالة في قصية التهامي، ومن بينهم بعض المشاهير، كالفنانة رجاء بلمير، أمين الناجي، طوطو، كوثر بامو وآخرين.