حمزة المتيوي
دعا حزب “فوكس” الإسباني المنتمي إلى تيار أقصى اليمين، حكومة بيدرو سانشيز للتوقف عن اعتبار المغرب بلدا صديقا، وذلك تزامنا مع محاولات هذه الأخيرة إصلاح العلاقات مع نظيرتها المغربية التي دخلت مرحلة الأزمة منذ 9 أشهر، إذ اعتبر أن الرباط تتسبب في المشاكل لإسبانيا، موردا أن وصول المهاجرين غير النظاميين إلى سبتة ومليلية ليس إلا تنفيذا لـ”خطة” هذه الأخيرة ضد المدينتين الخاضعتين للسيادة الإسبانية.
وطالب الحزب عبر فرعه في مدينة مليلية الحكومة المركزية بتشديد إجراءات مراقبة الحدود، وذلك لمنع وصول المهاجرين غير النظاميين إلى سبتة ومليلية، مشيرا إلى أنهما تعانيان من الهجمات المستمرة على السياج الحدودي إلى جانب عودة محاولات الهجرة غير النظامية عن طريق البحر، حيث وصل إلى مليلية قاربان الأسبوع الماضي، الأول يوم الجمعة وكان يحمل 12 شخصا، والثاني يوم الأحد وكان على مثنه 19 مرشحا.
واعتبر الحزب اليميني المتطرف أن محاولات الهجرة غير النظامية القادمة من المغرب آخذة في الازدياد، في الوقت الذي تقلصت فيه إجراءات المراقبة والاحتواء، داعيا حكومة مدريد التي يقودها “الشيوعيون” كما يصفهم في إشارة إلى الحزب الاشتراكي العمالي، للتوقف عن التعامل مع المغرب كدولة جارة وصديقة، وأن يمتنع عن اعتبار المملكة شريكا اقتصاديا ذا أهمية كبيرة، موردا “هذا الصديق المزعوم هو في الواقع أحد المشاكل الأساسية التي تواجهها إسبانيا”.
وخلص الحزب إلى أن “العدد الهائل” من المهاجرين غير النظاميين الذين يصلون إلى المدينتين الخاضعتين لإسبانيا “لا يمثلون سوى تطبيق للاستراتيجية التي خططها المغرب من أجل المدينتين”، في إشارة إلى قناعاته بخصوص أن الرباط ترغب في “خنق” المنطقتين اقتصاديا وجعلها تعاني من “أزمة اجتماعية” بسبب العديد الكبير من المهاجرين غير الشرعيين.
ويعتبر “فوكس” في خطابه السياسي أن المغرب “لديه طموح توسعي” وأنه يرغب في “غزو” سبتة ومليلية والجزر المقابل لسواحله الشمالية والخاضعة أيضا لإسبانيا، وهو الأمر الذي دفعه إلى وصف أزمة الهجرة التي شهدتها مدينة سبتة في يناير الماضي بـ”الغزو”، وذلك بعد وصول الآلاف من المهاجرين غير النظاميين إلى المدينة بعد رفع الرباط مراقبتها للحدود إثر سماح إسبانيا لزعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية بدخول أراضيها.