لأول مرة منذ إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، ظهرت معطيات جديدة في قضية محاكمته التي شغلت الرأي العام، كشفت عنها المحامية بشرى خليل، واحدة من هيأة دفاع الرئيس الراحل.
وكشفت المحامية بشرى خليل، في ذكرى وفاة الرئيس أن واشنطن مارست ضغوطاً على فريق الدفاع لتوجيه المحاكمة أمام المحكمة الخاصة، كما تحدثت لأول مرة عن دعم زعيم عربي للرئيس صدام حسين.
وقالت في لقاء لها مع وكالة “نوفوستي” الروسية: “لقد تعرضت لضغط كبير من جانب الأمريكيين، بصراحة خفت أن يقتلوني؛ لأن عدة محامين تعرضوا للقتل، وآخرهم كان خميس عبيدي”.
وأضافت المحامية العراقية أنه “تم طردها لأكثر من مرة من قاعة المحكمة، قائلةً: “في المرة الأخيرة جاء أمريكي وسألني هل أرغب في العودة، واستمرت المفاوضات بيننا من الساعة 6 إلى 11، وفي النهاية سألني مرة أخرى إذا كنت أرغب في العودة إلى المحكمة، فقلت نعم”.
وأضافت المتحدثة أن الأمريكي قال لها: “يجب أن ألتزم الصمت، مثل أصدقائي، وهذا يشير إلى أنهم فعلوا كل شيء للحفاظ على المحاكمة وفق تنظيمهم”.
وأضافت المتحدثة أن الأمريكيين مارسوا الضغوط في المحكمة نفسها، و”كانوا مسؤولين عن كل شيء، وقاموا بتوجيه وإدارة العملية”.
وقالت خليل إن فريق الدفاع أدرك أن قضاة أمريكيين يشاركون في عملية المحاكمة، ويقومون بتوجيهها، ويرسلون رسائل وتوجيهات إلى القاضي من خلال ضابط الأمن.
المحامية بشرى خليل كشفت كذلك أن زعيم ليبيا السابق معمر القذافي ورئيس اليمن السابق علي عبد الله صالح، ساهما بتمويل لجنة محامين دافعت عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ومقرّها عمّان.
وأضافت خليل: “أما بالنسبة لتكاليف هيئة المحامين، فقد تبرع الرئيس القذافي بالمبلغ للسيدة رغد، التي كانت تعمل في مكتب اللجنة في عمّان، كما تبرع الرئيس علي عبد الله صالح بمبلغ من المال”.
استعمال مخدر أثناء الاعتقال
وفي سياق متصل كشف مترجم عراقي متعاون مع واشنطن، طلب عدم الكشف عن هويته خوفاً على سلامته، أن الجيش الأمريكي استخدم أثناء اعتقال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بودرة مخدرة.
وقال المترجم الذي رافق الجيش الأمريكي لاعتقال صدام حسين، إنه بعد حوالي ثمانية أشهر من بداية عمله، تلقى الجانب الأمريكي معلومات سرية للغاية عن المكان الذي كان يختبئ فيه صدام حسين في منطقة الدور بمحافظة صلاح الدين.
وأضاف أن المعلومات السرية التي وصلت للجيش الأمريكي أفادت بأن أحد أقارب حراس صدام كشف عن مكانه بعد مراقبته لحارس كان ينقل الطعام إلى صدام. وتابع المترجم أن ما كشف أمره هو اقتناؤه لسلع وبضائع غالية، في وقت كان الوضع الاقتصادي بالبلاد متدهورا وبعد المراقبة تبين “كل شيء”.
وتحركت واشنطن، إذ قامت بإرسال وحدة من القوات الخاصة الأمريكية إلى الموقع، ولم يسمح للمترجم نفسه بالاقتراب، لأنه لم يكن يرتدي قناعاً ضد الغازات. بعد ذلك تم بخ غاز منوم في منطقة تنفيذ العملية، وقال المترجم: “تم إخراج العديد من الأشخاص من هناك. وبينهم كان صدام حسين، ولم يسمحوا لنا بالاقتراب منه”.
وقال المترجم، إنه بعد اعتقال صدام قام العسكريون الأمريكيون بسرقة قسم كبير من الأحذية والساعات والملابس، وحتى الطعام الذي عثر عليه في الغرفة، حيث كان يختبئ صدام حسين.