حمزة المتيوي
انتقد بابلو إيغليسياس، النائب السابق لرئيس الوزراء الإسباني والزعيم المؤسس لحزب “بوديموس” المشارك في الائتلاف الحكومي، واعتبر أن اختيار خوسي مانويل ألباريس وزيرا لخارجية إسبانيا أتى من أجل إرضاء المغرب، في ظل وجود أزمة دبلوماسية بين البلدين عقب سماح الوزيرة السابقة، أرانتشا غونزاليس لايا، لزعيم جبهة “البوليساريو” بدخول التراب الإسباني في أبريل الماضي، معتبرا أن وجوده “يُضعف” مواقف إسبانيا في السياسة الخارجية.
وكان إغليسياس يتحدث إلى القناة الأرجنتيني Canal 5 Noticias حول اليسار في أمريكا اللاتينية وأدوار إسبانيا هناك باعتبار حكومتها مكونة من تحالف يساري، مبرزا “ضعف” ألباريس في العمل على مجموعة من القضايا التي تهم هذه القارة، وتحديدا في كولومبيا وفنزويلا، كما اعتبر أنه شخص بعيد عن اليسار ويبدو وكأنه “ليس وزيرا ينتمي إلى الحزب العمالي الاشتراكي، بل يشبه إلى حد كبير وزيرا من الحزب الشعبي”، في إشارة إلى أكبر حزب يميني في البلاد.
وأورد إغليسياس أن أباريس كان سفيرا لإسبانيا في فرنسا وكان بعيدا عن المشهد الحكومي، قبل أن تتخذ غونزاليس لايا قرارا بالسماح لزعيم “البوليساريو” بالعلاج على أراضيها “لكونه يحمل الجنسية الإسبانية” على حد تعبيره، مشيرا إلى أن الأمر كان يهدف إلى محاصرة غضب الرباط بسبب الأزمة التي سببها هذا القرار، ليخلص إلى أن “ألباريس هو أفضل وزير خارجية بالنسبة للمغرب”.
وكان إغليسياس أحد أسباب توتر العلاقة بين الرباط ومدريد، حين كان نائبا ثانيا لرئيس الحكومة ووزيرا للحقوق الاجتماعية، إذ بعد تدخل الجيش المغربي في منطقة “الكركارات” لإنهاء قطع عناصر جبهة “البوليساريو” للطريق الرابط بين المغرب وموريتانيا أمام حركة النقل المدنية والتجارية، في 13 نونبر 2020، نشر تغريدة على “تويتر” تدعو لإجراء “استفتاء تقرير المصير” في المنطقة، وهو الموقف الذي تبرأت منه حكومة سانشيز باعتباره يمثل إغليسياس بصفته الشخصية والحزبية لا الحكومية.
وكان إغليسياس قد استقال من منصبيه الحكوميين منتصف مارس الماضي للمنافسة في الانتخابات الإقليمية السابقة لأوانها في مدريد، وحينها مني بهزيمة قاسية أمام منافسته اليمينية إيزابيل أيوسو التي حصل الحزب الشعبي الذي تنتمي إليه على 65 مقعدا مقابل 24 للحزب العمالي الاشتراكي و10 فقط لـ”بوديموس”، الأمر الذي دفعه إلى الاستقالة من قيادة الحزب وإعلان اعتزال العمل السياسي نهائيا.