محمد سعيد أرباط
في تهجم جديد على المغرب، وصف وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أول أمس السبت، اتفاق الدفاع الموقع مؤخرا بين الرباط وتل أبيب، بـ”التحالف العسكري الخبيث”، مضيفا بأن كل خطوة تتخذها السلطات المغربية في هذا التحالف تُبعد المغرب عن الجزائر وشعبها.
وجاء تصريح لعمامرة عقب أشغال الندوة الثامنة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في افريقيا، التي انعقدت يومي الخميس والجمعة بولاية وهران الجزائرية، حيث اعتبر “أن التحالف العسكري بين المغرب وإسرائيل يعكس نقطة التقاء بين توسعين إقليميين يدفعهما إنكار وجود ضحاياهم المحرومين من حقوقهم الوطنية غير القابلة للتصرف”.
ويتماشى هذا التصريح، مع مجموعة من التصريحات الأخرى التي أدلى بها عدد من المسؤولين الجزائريين، الذين يروجون لشعارات من قبيل أن “المغرب يستقوي على الجزائر بإسرائيل” وأن “الجزائر مستهدفة من التحالف المغربي الإسرائيلي”، بالرغم من عدم وجود أي دلائل تشير إلى هذه الادعاءات، وفق ما يرى مهتمون بقضية النزاع بين الرباط والجزائر.
كما اعتبر متتبعون أن هذا التصريح الذي أدلى به لعمامرة يُخالف الواقع، حيث أن الجزائر هي التي كانت سباقة إلى قطع العلاقات الديبلوماسية الكاملة مع المغرب في الشهور الماضية قبل اتفاق الدفاع بين المغرب وإسرائيل، كما أن الجزائر أيضا رفضت دعوة الملك محمد السادس في غشت الماضي لفتح الحدود وطي صفحة الخلافات.
وتجاهلت الجزائر جميع الدعوات المغربية، سواء التي أطلقها الملك محمد السادس، أو السياسيون المغاربة، الداعية إلى إصلاح العلاقات بين البلدين، وقابلتها بحملات التشكيك في نوايا الرباط عبر وسائل إعلامها الرسمية، قبل أن تتخذ خطوة قطع العلاقات الديبلوماسية الكاملة مع المغرب وتبدأ في شن حملة من الاتهامات ضد الرباط، فقط لكون الأخيرة قررت استئناف العلاقات مع تل أبيب.
وتتعلق الجزائر في بناء ادعاءاتها على اتهامات لازالت بدورها في طي الادعاءات في ظل عدم وجود دلائل دامغة تؤكدها، من قبيل أن المغرب استخدم برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي للتجسس على مسؤولين جزائريين، وأن المغرب لديه يد في الحرائق التي عرفتها منطقة تيزي وزو الصيف الماضي.
ومن أكثر “الاتهامات” التي تتعلق بها الجزائر، هو تصريح المندوب المغربي في الأمم المتحدة، عمر هلال، عندما طالب الجزائر بمنح حق تقرير المصير لـ”القبائيليين” ما دام أنها تدعي دفاعها عن حق الشعوب في تقرير مصيرها، مع العلم أن هذا التصريح كان قبل خطاب الملك محمد السادس الذي دعا فيه إلى تفادي الخلافات السابقة والحالية وبدء صفحة جديدة لصالح الشعبين.