زايوسيتي
إلى حدود منتصف الخمسينات كان الطبيب “طوريغانو” يزاول مهامه كرئيس لجميع مصالح شبكة الصحة النفسية بعموم المنطقة الشمالية والشرقية إلى حدود ملوية، سواء الوقائية منها أو الاستشفائية، إضافة إلى مهمة مدير إحدى المصحات بتطوان، وبعد رحيل الحماية الإسبانية عن شمال المغرب، تم التعاقد معه من طرف الحكومة المغربية لكي يؤسس أول نواة لبنيات الصحة النفسية بشمال المغرب.
سنة 1941 قدم الدكتور “طوريغانو إلى زايو في مهمة إنسانية، فرأى بأم عينه ما يعانيه الأهالي هنا من فقر، ليقرر تقديم خدمات إنسانية إلى ساكنة زايو التي كانت تمتد إلى حدود ملوية.
مَدَّدَ “طوريغانو” مقامه في زايو لما رآه من حاجة ساكنتها إلى الدعم النفسي والطبي، فقرر مكاتبة زملائه لكي يأتوا إلى هذه المنطقة من أجل التدخل العلاجي لمجموعة من الحالات المرضية.
قام “طوريغانو” بما يلزم لمداواة أمراض الساكنة، حتى أن عددا من الحالات تكفل بنفسه بإرسالها إلى مليلية من أجل العلاج، وخاصة الأطفال الصغار.
كان “طوريغانو” محبوبا بين ساكنة زايو، وبدوره كان يبادل هذه الساكنة نفس الحب، لدرجة أن مقامه هنا كان الأطول بين مدن شمال وشرق المغرب.
لم يكتف طبيب الفقراء بالجانب الصحي، فهو أول من بنى حديقة في زايو، وهي الحديقة الأندلسية، كما أنه كان كثير السعي نحو بناء المناطق الخضراء، فشيد البساتين التي تضم بعض المزروعات والأشجار والخضر.
كان سعي الدكتور حثيثا نحو تشييد حديقة كبرى بالمنطقة المعروفة ب”سبالة العرب”، لكن مرضه فرض عليه التنقل إلى إسبانيا، لتنقطع أخباره، تاركا زايو مدينة معروفة بالحدائق والورود.
سعى “طوريغانو” إلى بناء مستشفى للأمراض النفسية بزايو، لكن المرض لم يمهله كثيرا فقرر الرحيل، ولم يكتب للمدينة تحقيق هذا الأمر.