لا تزال فضائح التغييرات الجديدة في المقررات الدراسية خصوصا للمستوى الابتدائي بالمغرب تثير الكثير من الضجة والجدل، فبعد دروس التسامح المشوه، ونص التعريض بالنبي صلى الله عليه وسلم في زواجه بأمنا عائشة رضي الله عنها، ونظرية التطور المضادة لعقيدة الخلق عند المسلم، ها هو نص آخر يسيء هذه المرة للركن الثاني من أركان الإسلام، وهو فريضة الصلاة.
ففي إطار دروس “تقويم ودعم” في كتاب التربية الإسلامية للمستوى الثاني من التعليم الابتدائي، جاء في نص “أثار انتباهك وأنت تتجول في أرجاء الحديقة العمومية لمدينتك الضجيج الذي أحدثه بعض الأطفال وهم يؤدون صلاة العصر في مكان داست فيه أرجلهم الزهور والنباتات“!!
يظهر أن معد هذا النص بدل أن يختار ممارسة من الممارسات الطاغية على فعل الأطفال وهي التي تؤدي عادة للإضرار بأزهار ونباتات الحديقة وهي اللعب المتهور، اختار أن يقحم عبادة الصلاة، مع أن مثل هذا السلوك من الأطفال يستحيل أن تراه في فضاء عام مثل الحديقة، فالأطفال حتى إن رأيتهم يصلون جماعة فإن ذلك يكون إما في المدرسة أو المنزل مع إشراف أحد الكبار، ما سيجنبهم أي خرق أو سلوك مشين.
ومن ذلك يفهم أن واضع النص أراد أن ينقدح في ذهن المتلقي الطفل، أن أداء الصلاة في مكان عام فعل خاطئ، لأنه يسبب الضرر والأذى للمنظر العام والمصالح العامة، مع أنه يستحيل أن نجد شخصا يصلي فوق الأزهار والنباتات، من غير “الكازو” الذي هو مهيأ للجلوس فوقه من غير أن يتضرر.
تعليقا على هذا النص المثير، جاء في حساب الأستاذ على فيسبوك: “لماذا تم إقحام صلاة العصر في الموضوع!!! ما الغاية؟!
كان بإمكان قول وهم يلعبون أو يغنون أو يمرحون.. عوض يؤدون الصلاة!
ثم إن صلاة العصر سرا وليس جهرا عن أي ضجيج يتحدثون!!!
منهج تعليمي يضرب بمنظومة القيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله”.
تعليق آخر يقول مسفهما ومستنكرا “المقرر الدراسي جعل من الصلاة ضجيجا وإزعاجا للناس”.
وأضاف “آش بالكم فهاد المقرر الدراسي الضجيج في صلاة العصر دبا هاد بنادم لكتب هادشي معرفش حتى أنه صلاة العصر تصلى بالسر!!؟”.
يذكر أن الكتاب المدرسي الذي ورد فيه هذا النص كان صدر سنة 2017، فهل استمر العمل به أم غيرته الوزارة الوصية على الشأن التعليمي والتربوي ببلادنا؟!
كما تجدر الإشارة إلى أن العديد من العلماء والدعاة والشخصيات استنكروا واستهجنوا التغييرات الجديدة في المقررات الدراسية هذا الموسم الدراسي (2021-2022) والتي بدل أن تبني القيم والأحكام الصحيحة في نفوس الناشئة، قد تصير عوامل هدم لقيمهم الإسلامية وأحكام دينهم.
وكأن المناهج عندنا في المغرب تصاغ في تلأبيب وليس الرباط
قال الله تعالى في محكم كتابه(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).ويفول أيضا(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)صدق الله الظيم.نعم إنها الحرب على الاسلام ولكن هذه المرة عبر مناهج التعليم بعد أن شنوها حربا ضروسا بالاسلحة ثم الحروب الاعلامية ضد الاسلام ونبي الرحمة،ولكن سينهزمون بإذن الله رغم خذلان الحكام وخنوعهم لأهل الباطل.