زايوسيتي
عُرفت مدينة زايو خلال سنوات الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي بحركاتها الاحتجاجية الاجتماعية المطالبة بتحسين ظروف عيش المواطن، حيث خرج الأهالي بهذه المدينة مرارا منددين بما يعيشونه من معاناة.
وقبل الاستقلال، انتفضت ساكنة زايو، خاصة الشباب منهم، غير ما مرة ضد المحتل الإسباني، سواء عبر الانتفاضات الوطنية التي تأتي في سياق عام تعرفه البلاد، أو عبر انتفاضات محلية.
وبعد الاستقلال عاشت زايو هدوءا امتد ل12 سنة، قبل أن تنتفض الساكنة، لكنها هذه المرة في شكل احتجاج اجتماعي يخلو من المطالب السياسية، كما دأبت المدينة على ذلك إبان فترة الاستعمار.
فيوم الخميس 16 مايو 1968 خرج عدد من المواطنين للاحتجاج ضد عدم توصلهم بالمساعدات الغذائية التي كانت تخصصها الدولة لمساعدة الفقراء. فكان ذلك أول احتجاج اجتماعي شهدته مدينة زايو.
واتهم أبناء زايو بعض السماسرة ببيع المساعدات لأشخاص بمدينة بركان، فكان ذلك سببا لخروج حوالي 40 شخصا انطلقوا من أمام مقر القيادة القديمة، يصرخون ويطالبون بمدهم بالمساعدات التي خصصتها الدولة لهم، حيث كانوا ينوون التوجه إلى السوق.
وتدخلت القوات العمومية مباشرة بعد انطلاق الاحتجاج، حيث خاطبهم أحد رجال السلطة آنذاك، قائلا: “واش تمشيو تروحوا لديوركم ولا تباتوا في الفوسينا.. صافي تفاهمنا المساعدات ديالكم غادي توصلكم”.