زايو سيتي/ محمد البقولي/ عادل شكراني
تزْخرُ مدينة زايـو بكثيرٍ من المآثر التاريخية العريقة، يحْكي أهْلُها أنَّها كانتْ إلى حُدود سنوات التسعينيات من القرن الماضي جَواهرَ تبهرُ زوّارَ المدينة والسيّاح الأجانب الوافدين عليْها، أمَّا اليومَ فقدْ تصدّعتْ جُدران كثير منْها، وسقطتْ أجزاؤها، وصارَ أغلبُها عَلى شَفا الانهيار في أيّ لحظة بسبب الإهمالِ الذي طالَها على مَدى سنواتٍ.
ومن بين هذه المآثر التاريخية، نجد القيادة القديمة بمدينة زايو، التي فاقت هندستها مباني الرومان، تأسست على يد الاسبان واختيرت لتكون مركز قيادة المستعمر أنذاك، وتم اختيار موقعها بعناية فائقة، حيث شيدت فوق مرتفع يطل على المدينة، عملاقة في بنيانها حتى تعطي صورة على قوة السلطة أنذاك، تميُّز بنائها لم يكن على مستوى الضخامة والموقع فحسب، بل تعداه ليكون مميزاً من حيث جودة ما استعمل فيها من مواد بناء نادرة، فزليجها يعود لأزيد من قرن من الزمن، أمّا المرمر، فيعود لعدة قرون، جلبه الإسبان من مناطق مختلفة من أرجاء المعمور، وبخصوص أساساتها، فقد حفرت بعمق حتى تصمد لمدة طويلة، ومسابحها شاهدة على بحبوحة العيش وقتئدٍ.
بعد الاستقلال مباشرة، اختيرت لتكون مركزاً لقيادة كبدانة وأولاد ستوت، فكانت ساكنة المنطقة تقصدها لقضاء أغراضها الإدارية، من قبائل كبدانة، سواء بقرية أركمان أو برأس الماء، وكذلك من قبل قبائل أولاد ستوت.
ومع بداية السبعينات من القرن الماضي، تم إحداث قيادة أركمان وقيادة رأس الماء، لتصبح هذه البناية تحت مسمى؛ قيادة أولاد ستوت، فاختصت في الشؤون الإدارية لهذه الأخيرة.
ظل الوضع على ماهو عليه إلى غاية بداية القرن الحالي، لتتحول إلى باشوية زايو، وتصبح لأولاد ستوت قيادة خاصة بهم على أطراف المدينة، فتصبح “القيادة” مهتمة بشؤون ساكنة مدينة زايو.
وتعيشُ القيادة القديمة اليوم، على وقع الإهمال الذي طالَها، فعَلى الرّغم من التاريخ العريق لهذه البناية، إلاّ أن مسلسل التخريب والتدمير لازال متواصلاً رغم النداءات المتكررة، إذ عرفت في السنوات الأخيرة هجمة سرشة استهدفت تخريب مختلف مرافقها وإزالة كافة الأشياء الثمينة التي كانت تحتويها البناية.
للقيادة القديمة ملحقة سكنية خصصت للقواد والباشوات المتعاقبين على السلطة المحلية، تعرضت هي الأخرى لسرقة سقفها وأعمدتها بشكل جد منظم، شأنها في ذلك، شأن بقية المكاتب المخصصة للموظفين، والتي أصابها بدورها ما أصاب كل “القيادة” من قتل ممنهج لتاريخها.
المزيد من التفاصيل حول هذه المعلمة التاريخية في الفيديو التالي:
إهمال مقصود و ممنهج رغم الأصوات العديدة التي نادت و تنادي بالالتفات الى هذه المعلمة التاريخية حتى يتم انقاذها من الضياع و لكن لا حياة لمن تنادي…و بعد تخريبها ستفوت يوما دون شك لأحدهم حتى يقيم فوقها مسخا من المسوخ و لو صرف عليه الملايين لأن تراث اَي مدينة هو ذاكرتها المادية التي تحفظ الأحداث و التواريخ و الاسماء و مدينة دون ذاكرة هي احياء بلا تاريخ…
يااخي كيف لمدينة زايو ان تنهض وهي تسير بعقلية تعود الى الازمنة الغابرة. ولنعد مثلا الى جماعة زايو التي تضاف بها حاليا بعض البناءات. فليس هذا اهدار للمال العام؟ ونحن نعلم ان الاجيال القادمة لا يشرفها ان تكون ادارتهم بهذا الشكل. حيث لا ترقى الى مستوى الادارات العصرية التي نلاحضها في بعض المدن القريبة. خاصة وان مساحة الجماعة يمكن ان تحتوي مجموعة من الادارات وبهندسة ورونق رائعين يزيد من جمال ورونق المدينة