زايو سيتي -محمد البقولي – عادل شكراني
تقع “تنملال” شمال شرق مدينة زايو، على بعد سبع كيلومترات، تنتمي إدارياً إلى جماعة أولاد داوود ازخانين بإقليم الناظور، هي منطقة ذات جبال وهضاب قليلة الإرتفاع، وسفوح متباينة الانحدار، وأودية ذات قيعان ضيقة.
عدسة “زايوسيتي.نت” التقطت بعض الصور الجميلة لقلب جبال “شبذان”، التي تزينت بلون “الحلفة” المائل للاخضرار، مع تسلل الأصفر الذي أعطى لونا زين الحقول أسفل “أذرار”، مناظر تسحر الألباب، وغطاء نباتي مهم يتقدمه إكليل الجبل والدوم، يمنحون حلة بهية لجبال “تينملال” الشامخة.
يتوسط المنطقة مسجد عريق ظل ولازال يشكل جزءا من كيانها وتراثها وهويتها المحلية وجمعت بينهما علاقة جدلية وحميمية وعفوية لم تزدها الأزمان إلا رسوخا ولازالت الذاكرة المحلية تحمل عن هذا المسجد، العديد من الصور اللامعة والمشعة المرتبطة بلحظات التحصيل المعرفي والعلمي في مختلف مناحي العلوم الشرعية، فضلا عن لحظات العبادة والذكر والقيام وحفظ القرآن وتأصيل ثقافة الخير وتكريس العادات المغربية الأصيلة القائمة على قيم التضامن والتأزر والمحبة والوفاء ولإخلاص والتسامح.
أما بالنسبة لعمر هذا المسجد فجميع الروايات والشهادات تتفق على أنه يزيد عن قرنيين من الزمن بل تذهب أخرى أنه يقترب من ثلاثة قرون نظراً لقدم تعمير المنطقة.
إن استحضار تاريخ القرية العتيق، ضرورة ملحة اعترافاً بأفضال تنملال ورجالاتها على مدينة زايو والنواحي، ومن أجل المحافظة على التراث لتتداوله الأجيال الحالية والقادمة حماية لتراثنا وهويتنا الثقافية.
منطقتي…الحلقة الثالثة
أولا أتقدم بجزيل الشكر لزايو سيتي من أجل هذا الفيديو الذي جعلني أستحظر ذكريات جميلة عشتها في ذلك المكان، زرت العديد من الأماكن الطبيعية خارج المغرب وداخلة لكن الجمال الطبيعي لتنملال لم أره قط في مكان أخر، وأشكر كذلك حتى الأشخاص الذين ساهموا في إصلاح الطريق وبناء المسجد وأتمنى أن يجعلها الله في ميزان حسناتهم، ونحمد الله ونشكره حول هذه النعمة الطبيعية التي منحنا إياها قريبة منا لنتمتع بها، ونطلب من الله أن تبقا على جمالها وأن لا تخرب كما خربوا مناطق أخرى…