بينما اتهم أحمد الزفزافي، والد قائد حراك الريف، صحيفة “إلموندو” باختراع مقابلة مع ابنه، ناصر، المحكوم بـ20 عاما سجنا، من أجل ابتزاز المغرب، فإن مصادر أخرى، تشير إلى عكس ذلك.
فتشير المصادر إلى أن المقابلة المنشورة، كانت حصيلة توضيب لأوراق حررها قائد حراك الريف، وجرى تسريبها من السجن قبل سنة على الأقل، وهي لم تكن حصيلة مقابلة ، كما هو مألوف في إجراء المقابلات.
في هذه المقابلة التي نشرت بعد فترة قصيرة من إعلان ناصر تنحيه عن قيادة حراك الريف؛ يتذكر الزفزافي “سوء المعاملة” الذي تعرض له أثناء توقيفه في الحسيمة. ويبرز عنوان عريض يلخص مطالب قوات الشرطة التي أوقفته مقابل تخليها عن إساءة معاملته كما يزعم.
وأحمد الزفزافي من جانبه، قال إن مضمون العنوان على الأقل يعزز الاقتناع بأن الحوار غير حقيقي، لأن إدارة السجون ما كانت لتسمح بهذه المقابلة أو بتسريبها من سجنه حيث يقبع.
لكن مصادر على اطلاع بتفاصيل هذه القضية، قالت إن مسودة حررها ناصر الزفزافي في سجنه، تتضمن وصفا لمراحل حراك الريف، وملاحظاته بشأنها، وقد سُلمت إلى سجين كان بمعية الزفزافي وحصل لاحقا، على عفو ملكي، العام الفائت، بغرض نقلها إلى خارج السجن، تجنبا لمراقبة السلطات السجنية لكل ما يتعلق بناصر على الخصوص، حسب ما نشرته الجريدة الإلكترونية “اليوم 24”.
ويُعتقد بأن السجين الذي نقل تلك المسودة، قد هاجر سرا إلى إسبانيا في وقت لاحق من مغادرته سجنه، وهناك، بدأت ترتيبات جديدة لنشر المذكرات، وحصلت “إلموندو” على موافقة لنشر أجزاء منها على شكل حوار. وهذه المسودة ليست التسجيل الصوتي الذي جرى تسريبه أيضا، ويروي فيه الزفزافي تجربته أثناء توقيفه كذلك.
وتعمدت “إلموندو” الإسبانية التي عادة ما تمتلك نبرة منتقدة للسياسات المغربية، نشر المقابلة حتى تصاعد التوتر بين بلدها وبين المغرب.
ويعتقد والد قائد حراك الريف أن “الوضع الدبلوماسي الحالي هو ما جعل إسبانيا تقدم على نشر هذا التلفيق”؛ مشددا على أنه الوحيد الذي يتحدث باسم ابنه.