بقلم: سعيد قدوري
قد تجد نفسك أمام نقص في العديد من الخدمات والمشاريع بمدينة زايو، لكن بمجرد أن تفكر في الاستثمار في الناقص من الخدمات أو المشاريع حتى تجد نفسك أمام ظاهرة (كوبيي/كولي)، التي تستنسخ مشروعك لتحكم عليه بالركود، والأمثلة أكيد لديكم منها الكثير.
بزايو تشعر أن الأفكار والإبداع في المجال التجاري غائبين، فالكثير من المشاريع غائبة، لكن المستثمرين وكأني بهم ينتظرون تجربة أحدهم، فإن هو نجح مشروعه استنسخوا مثله، وإن فشل فكروا في استنساخ تجربة أخرى بالمدينة، أما أن يخلق المستثمر مشروعا من بنات أفكاره، فذاك من شبه المستحيل.
حي السوق وسط مدينة زايو من الأمثلة البارزة على المشاريع المستنسخة، حيث تجد به أكثر من مشروع من نفس النوع، مما يؤثر على المردود التجاري لكافة هذه المشاريع، ويدفع المدينة إلى الإفلاس تجاريا واقتصاديا.
“مشاريع روتينية” هي الجملة التي تختصر عقلية رجال الأعمال والطامحين لرفع رقم التداول بمدينة زايو، عقلية “النسخ” وكبح الإبداع، عكس تشجيع الذات على التطور والبحث عن آفاق جديدة وإضفاء عنصر التجديد.. مشاريع تعد على رؤوس الأصابع (مقهى، محل بقالة، محطة بنزين، وكالة كراء السيارات…) تعانق بعضها البعض في مساحة ضيقة معبرة عن ضيق الأفق الإبداعي لدى الشخص.
يبدو أن أكثر المشاريع انتشارا بالمدينة هي صاحبة الأرباح الواضحة والتسيير السهل، مقابل غياب المشاريع المبتكرة، وإذا أضفنا لها عقلية “تكديس الأموال” المنتشرة بكثرة بمدينة زايو، فإننا نجد أنفسنا أمام اقتصاد محلي “مقتول”، بوجود معيقات التنمية.
لماذا يفتقد رجال المال والأعمال بزايو للحس الإبداعي في إنتاج مشاريع أكثر انفتاحا وأكثر نفعا لشباب المدينة؟ لماذا تفضل هذه الفئة “البارد ساهل”؟ لما لا يفكر “البيزنس مان” في مشاريع ذات منفعة عامة؟
أسئلة نطرحها ونستحضر معها غياب التكوين الاقتصادي لدى أغلبية رجال المال بزايو. وسط غياب كلي للتحفيزات الاقتصادية من قبل المسؤولين المحليين، والذين لم يشجعوا قط أصحاب الرساميل على الاستثمار بمدينتهم.