ورد في كتاب مسار المصور الملكي محمد مرادجي أن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حينها عبد الكبير العلوي المدغري جلس أسفل الكرسي الذي يلقي من عليه العلماء الدروس الحسنية في حضرة الملك الراحل الحسن الثاني.
كان الدور هذه المرة على العالم محمد لزرق ليلقي محاضرة دينية في حضرة عاهل البلاد.
ونظرا لإطالة الفقيه المغربي، خريج جامع القرويين بفاس، وعدم احترامه للتوقيت المتفق عليه، وفي محاولة لتنبيه الفقيه لزرق إلى ذلك قام الوزير العلوي المدغري بشد طرف جلباب الفقيه المحاضر بطريقة غير ظاهرة لينبهه إلى ضرورة إنهاء الدرس الذي يلقيه.
وبصوت مرتفع تحدث العالم إلى الوزير “ما تجبدش جلابتي، إذا أراد أمير المؤمنين أن أختم سيقولها هو بنفسه. وعلى كل حال أنا في المرحلة النهائية وسأنهي بما يتناسب مع الموضوع الذي أحاضر فيه”.
وبنبرة لا تخلو من فكاهة قال له الملك الراحل الحسن الثاني: “كمل آ الأستاذ”.
ودقائق قليلة بعد ذلك، واحتراما للملك، أنهى المحاضر الدرس الذي استفاض فيه، لكن الحسن الثاني فهم أنه العالم لزرق لم يكمل محاضرته وخاطبه قائلا: “نعلم أنك لم تنه محاضرتك، لذلك ندعوك إلى إلقاء درس يوم الغد إن شاء لله”، فأجاب العالم لزرق وسط ضحك الحضور “ما حاس بالمزود غير لي مضروب به”.
وكانت هذه أول وآخر مرّة يلقي فيها عالم درسين في يومين متتابعين في حضرة الملك بمناسبة الدروس الحسنية.