زايو سيتي – محمد البقولي – عادل شكراني
مواصلة لبرامجنا المتميزة خلال شهر رمضان من هذه السنة، نقترح عليكم في زايوسيتي برنامج “منطقتي”، نقترح عليكم اليوم منطقة محاذية لمدينة زايو؛ غابة سيدي عثمان، ذات المؤهلات الطبيعية الرائعة، فيما تفتقد للمقومات التي تجعل منها مقصدا ومتنفسا لأهل المدينة.
فبعد الخلاف الذي نشب بين جماعة زايو وجماعة أولاد ستوت حول مكان تم تخصيصه لتشييد مقبرة يتم فيها دفن موتى المدينة بالجماعة البشرية، برزت أصوات تطالب بتخصيص الجهة اليسرى من جبل سيدي عثمان لتوسعة المقبرة القديمة.
بَحَثْنا في المكان الذي ارتأى البعض جعله مقبرة، لنكتشف أنه بالجمال المتناهي، والذي قد يجعل منه مزارا لسكان المدينة ومناطق الجوار.
فعند الوصول لسقاية عين سيدي عثمان العليا، والانعطاف يسارا تستقبلك أشجار كثيفة تغطي المكان، لترسم لوحة فنية تعجز أنامل المبدعين على صنعها.
علو المكان يمنحك نظرة بانورامية تجمع بين الجبل ومدينة زايو، وما أن ترفع عينيك حتى تبرز لك الجبال المحيطة بالموقع، لتضفي عليه رونقا قل نظيره.
هذا الجمال الأخاذ يختفي وراء إهمال للمكان، الذي لم يفكر المسؤولون بعد في تأهيله وإخراجه للوجود ليصير موقعا يحذب الناس من كل حدب وصوب.
هو متنفس طبيعي لساكنة زايو إن تم استغلال مؤهلاته، لكن أولى الصعوبات تبرز في غياب طريق تؤدي إليه، تربطه بزايو، والطريق الحالية ترابية غير معبدة.
الطريق تنتهي عند نهاية شارع سيدي عثمان، فحتى للمقبرة التي يقصدها الناس يوميا حُرمت من مسلك يؤدي إليها، وهذا ما يُصعب من عملية العبور إلى سفح الجبل حيث الغابة.
وبجانب غياب الطريق، يغيب التأهيل عن الغابة، فبدون فضاءات معدة لأن يرتادها الناس لا يمكن أن لهذه المنطقة أن تصبح مقصدا للراغبين في تمضية ساعة راحة بسفح الجبل.
المكان بحاجة لكراسي مثبتة، وحاويات أزبال حتى لا تتجمع الأزبال هناك، بالإضافة إلى لوحات توجيهية، ومعلقات تسرد تاريخ المكان، خاصة أن له جذور ضاربة في الزمن، وبجانبه ضريح تاريخي.
غابة سيدي عثمان في حاجة للعناية بمؤهلاتها، وإضافة مقومات لها، لترفع “الاختناق” عن مدينة تعيش بلا متنفسات.