زايو سيتي
سبق لزايوسيتي أن تحدثت في مقالين منفصلين عن خروقات مجالية خطيرة تستهدف أساسا قطاع الماء، دون تحرك من الجهات المعنية، وتحديدا من السلطات المحلية.
فقد برزت مؤخرا “اعتداءات” بيئية خطيرة استهدفت عيون “مولاي علي”، الواقعة على ضفاف نهر ملوية، لكن رغم النداءات ورغم حجم الاعتداء تواصل السلطات غض الطرف.
الاعتداء على الماء لم يقتصر على عيون “مولاي علي” بل امتد ليصل إلى عين فرحية التاريخية، التي يتم حاليا استغلال مياهها من قبل الخواص، طبعا باستغلال “سبات” السلطات.
فبمولاي علي تفاجأ المواطنون بإحداث ثقب مائي يبعد بأقل من 10 أمتار عن الحامة الرئيسية، والمعروفة بحامة “القبر”. وهو ما سيؤدي إلى إضعاف صبيب العين المذكورة، علما أنها تشكل رافدا مهما من الماء لنهر ملوية، بالنظر لصبيبها المرتفع، خاصة في فصل الشتاء.
لم تتوقف الفوضى عند حد إحداث الثقب المائي، بل امتدت لحد بناء مساكن عشوائية على يسار الحامة المذكورة، على بعد أمتار من النهر، في تحد خطير لكافة القوانين الجاري بها العمل.
وبعين فرحية تفاجأت الساكنة بجفاف ساقية الماء الشهيرة التي كانت تتزود منها بالماء الصالح للشرب، علما أن عددا من ساكنة المنطقة يلجأ إليها للتزود من هذه المادة الحيوية بالنظر لجودة مياهها.
وإلى وقت قريب كان صبيب هذه السقاية عال جدا، حيث تم إنشاء ثلاث نافورات لا تتوقف مياهها عن الجريان، غير أنه مؤخرا تراجع الصبيب بشكل لافت، حتى بقيت نافورة واحدة بصبيب جد منخفض يكاد ينعدم.
زايوسيتي.نت وفي إطار تسليطها الضوء على المنطقة تنقلت إلى حيث توجد عين فرحية بأولاد ستوت، كما قامت بجولة نحو الخزان المائي الذي يزود العين بالماء، والواقع بتراب جماعة أولاد داود الزخانين، حيث يفصل بينهما حوالي 600 متر. وذلك لمحاولة معرفة ما يجري.
ويبدو أن الخزان المائي تعرض لفعل إجرامي خطير، حيث تمت إزالة بوابة حديدية صغيرة وتعويض ذلك بالإسمنت حتى يصبح مستحيلا الدخول للخزان وتنقيته من الأحجار والأوحال.
وكان الخزان في السابق يتوفر على بوابة صغيرة تُمكن من الولوج إلى الداخل وإزالة الأحجار وكل الشوائب، وهو ما يسهل عملية تدفق وانسيابية المياه نحو النافورة، غير أن هذا الفعل سيجعل الأحجار تتراكم لتمنع المياه من التدفق وبالتالي حرمان المواطنين من ثروة مائية هائلة.
الموقع وبالإضافة إلى ما تعرض له خزان عين فرحية من تغييرات خطيرة رصد تغييرات أخطر بالسقاية، حيث جرى تطويقها بمشروع لأحد الخواص، قام بوضع سياج على أرض واقعة بمحاذاة العين فيما ترك مساحة صغيرة لهذا المكان التاريخي والذي ترتبط به الساكنة وجدانيا.
أما الخطير في الموضوع؛ فهو ضم خزان مائي خاص بالسقاية إلى أرض خاصة حيث جرى حرمان المواطنين من مياه هذا الخزان الذي يعتبر إرثا تاريخيا، في تصرف خطير يمنعه القانون وكافة القيم الإنسانية والأخلاقية.
الغريب أن القانون المغربي يدمج مياه العيون المائية في الأملاك العامة المائية للدولة، ومن ثم لا يمكن لهذه الموارد المائية أن تكون موضوع تملك خاص، باستثناء الميـاه التي اكتسبت عليها حقوق قانونية.
ما يجري اليوم لعين فرحية وعيون مولاي علي عمل خطير غير أن سلطات جماعة أولاد ستوت تستمر في تجاهل الموضوع رغم علمها بالنصوص القانونية المنظمة للمجال ورغم علمها بأن تنمية الموارد المائية ينبغي أن تمكن من ضمـان احتياط مائي كـاف من حـيـث الكم والكيف لفائدة المستعملين، وذلك طبقا لتطلعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتناسقة ولتوجيهات تصاميم إعداد التراب الوطني وللإمكانيات التي وفرتها الطاقات المائية المتاحة.
حرمان المواطنين من الماء و تعطيشهم وتخريب المنشاءات والخازانات والقنوات و التضييق و التسييج على المرافق العمومية فهذا عمل تخريبي و إجرامي و ارهابي و عمل جبان لايمكن السكوت عنه
يجب على المسؤولين الضرب على يد كل من خولت له نفسه القيام بهذا الفعل الإرهابي الشنيع
ونشكر لسان الساكنة زايو سيتي .