زايوسيتي
تتزايد حوادث العنصرية بفرنسا بشكل يومي، حتى صار هذا البلد الأوروبي مرادفا لأحداث الكراهية الخطيرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحوادث ضد المسلمين.
العنصرية داخل فرنسا أصبحت تأخذ أبعادا جديدة، حيث لم تعد ترتبط بأحداث ينسجها فرنسيون ضد المقيمين بهذا البلد، بل يبدو أنها صارت عنصرية بلد في مواجهة نجاحات مهاجرين من أصول عربية أو إفريقية، خاصة ممن يدينون بدين الإسلام.
آخر فصل من فصول الكراهية الفرنسية ما حدث لشابة تنحدر من زايو حاصلة على الجنسية الفرنسية، لكنها لم تشفع لها في الحد من استهدافها، بل لم تشفع لها كفاءتها.
سماح عمراوي، ازدادت سنة 1993 بأولاد ستوت، قبل أن تنتقل للعيش بفرنسا رفقة أسرتها سنة 1998، وهناك تلقت تعليمها إلى أن حصلت على الماجستير في الهندسة الإقتصادية من جامعة “كلود برنارد” بمدينة ليون.
حصلت سماح على وظيفة بأحد أكبر المؤسسات الاقتصادية بليون، وأبانت هناك عن كفاءة عالية في مجالها، مما جعلها تترقى مهنيا بسرعة البرق داخل ذات المؤسسة، لكن ستنقلب حياتها المهنية بعد اتخاذها لقرار شخصي يهمها هي فقط.
فخلال الصيف الماضي اختارت سماح الزواج بشاب مغربي يشتغل طبيبا بمدينة ليون، تنحدر أصوله من مدينة تطوان، أعقبتها بقرار ارتداء الحجاب، استجابة لتعاليم دينها التي تؤمن بها.
اتخذت سماح قرارها بارتداء الحجاب، فتوجهت ذات صباح، من شهر يناير الماضي، مرتدية لباسها الإسلامي إلى مقر العمل، وهو ما لاحظه رؤساؤها داخل المؤسسة، ليخبروها في الغد أن ارتداء اللباس الإسلامي ممنوع في العمل.
حاولت ابنة زايو إقناع المسؤولين أن قرارها شخصي ولن يؤثر أبدا على مردودها في العمل، غير أن رؤساءها واجهوها بالرفض، طالبين منها العدول عن قرارها وإلا توقفت عن وظيفتها.
سماح قررت عدم التراجع عن ارتداء الحجاب، حيث كتبت في إحدى تدويناتها على تويتر: “هدفي إرضاء الله وليس إرضاء الناس”. مشيرة إلى أنها لن تعدل عما تؤمن به.
تلقى سماح مساندة كبيرة من زوجها، الذي قرر رفع دعوة قضائية ضد المؤسسة التي تشتغل بها زوجته، وهو مُصر على أن تنال حقها في ارتداء ما تريد، شريطة أن يتناسب مع الذوق العام.
قضية سماح ماضية في الانتشار بأوروبا كاملة، فقد تلقت ابنة زايو اتصالا من مؤسسة بلجيكية تطلبها للعمل داخلها دون أن تلزمها على نزع حجابها، كما أن مؤسسة تركية طلبتها بدورها للاشتغال داخلها براتب مغر.
قال الله تعالى :من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.
قال الله تعالى :” من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.إن الله بالغ أمره. قد جعل الله لكل شيء قدرا.”
صدق الله العظيم.
حفظ الله أختنا سماح عمراوي. ونسأل الله أن يوفقها في عملها ويدبر أمرها ويلطف بها. آمين يا رب العالمين.