سعيد قدوري
حين عزم ملك روما سنة 64 ميلادية، نيرون، على حرق مدينته، كان بجانبه معلمه، الفيلسوف الروماني الشهير “سينيكا”، فالتفت إليه نيرون يسأله عن منظر روما وهي تحترق، فما كان من “سينيكا” إلا أن أجابه بالقول: “حرق روما لا يضرني فقد يأتي أناس من بعدنا يعمرونها ويبنونها، ما يضرني أكثر قتلك للمفاهيم في نفوس الناس”. وطبعا كان جواب المعلم سببا من أسباب قتله من طرف نيرون.
روما اليوم كما توقع “سينيكا”، أحد أجمل مدن العالم، فبعد الحرق عُمرت، لكن ما يبقى سائرا يدب بين الناس هو المفاهيم المغلوطة المروجة بينهم.
سُقت هذه القصة الرومانية لأشبهها بما “يقترفه” مسؤولو مدينة زايو اليوم في حق المدينة وساكنتها، فبعد “حرق” زايو امتد الأمر لترويج المفاهيم “الصدئة” وجعلها شائعة بين الناس، حتى يقتنعوا أن نكوص مدينتهم وتخلفها تنمويا ما هو إلا قدر مكتوب.
فقد عاش المهتمون بالشأن المحلي، هذه الأيام، على وقع خرجات على مواقع التواصل الاجتماعي، من طرف مسؤولين بزايو يصفوا لنا بعض المشاريع بالمدينة ب”المشاريع الكبرى”.
وحين يسترسل المسؤول في حديثه يُعَرِّفُ هذه المشاريع ب”الماء، الكهرباء والواد الحار”، والتي هي خدمات أساسية من العيب أن نتحدث عنها بعد 45 سنة من التسيير. فإن لم يكفك نصف قرن من التدبير للتغلب على هذه المشاكل، ماذا يمكن أن ننتظر منك أكثر؟
إن محاولات المسؤولين المحليين إقناع الساكنة بأن مشاريعهم كبرى وجاءت بعد عمل جبار وترافع وتدخل عامل الإقليم… هي “أشبه بمن يكذب ويصدق نفسه فيسمو في درجات النفاق”. كما قال الداعية الجنوب إفريقي أحمد ديدات.
المشاريع الكبرى هي تلك التي تكون بنيوية فيمتد أثرها لينعكس إيجابا على المدينة والمنطقة، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا… حيث تُحدث تغييرا نوعيا داخل المدينة. وكما يُقال: بالمثال يتضح المقال. والأمثلة لدينا من العروي وسلوان والناظور وبني أنصار.
فالعروي عرفت مشاريع كبرى هامة غَيَّرَتْ من بنية المدينة، منها المطار الدولي، الطريق المداري، مشاريع السكن الاجتماعي الواسعة، ناهيك عن مشروع هام هو تسوية الوضعية العقارية بالعروي. وبسلوان نذكر مشروع الجامعة الذي جعل من المنطقة عامرة تتجاذب مختلف أنواع الاستثمارات، وبنفس المدينة نذكر المستشفى الإقليمي الذي بانتهائه ستتحول سلوان لمزار يومي دائم.
أما الناظور فيكفي فيها أن نذكر مشروع أطاليون وكورنيش المدينة وما رافقه من تغيير جذري حَوَّلَ عاصمة “التهريب” إلى وجهة سياحية وطنية في أفق جعلها دولية. بالإضافة إلى مشاريع أكبر في طريق الإنجاز أو قريبة من ذلك. كما أن بني أنصار بدورها استأثرت بمشاريع كبرى حقيقية، ويكفي أن نذكر المنطقة الحرة التي يُرتقب لها أن تكون بوابة لنقل السلع نحو إفريقيا.
وعلى النقيض من ذلك؛ فإن ما يحدث بزايو هو خدمات أساسية، والتي تظهر مع قرب كل موعد انتخابي، كان من المفترض أن تتوفر للمواطن بمجرد أن يبني منزله، ولأن المسؤولين دفعوه دفعا نحو البناء بطريقة عشوائية صار عندهم متسولا لهذه الخدمات، والمقابل طبعا أصوات انتخابية.
إن المسؤول حين يسمي الخدمات الأساسية “مشاريع كبرى” فإنه يرسل رسالة ضمنية لساكنة زايو، مفادها أن أهل هذه المدينة لا يجب أن يحلموا بمحطات طرقية وتوسيع خدمات النقل، ولا يتوقعوا توفير فرص الشغل، ولا بناء مرافق رياضية كبرى ولا مركبات ثقافية، ولا مشاريع سياحية…
إن “مهزلة” المسؤول وهو يعتبر الواد الحار مشروعا كبيرا تجعلنا نوجه له رسالة ندعوه فيها لزيارة المشاريع الكبرى الحقيقية بإقليم الناظور، حتى يسمي الأشياء بمسمياتها.
مقال في المستوى مؤسف ما وصلت إليه مدينتنا الحبيبة
للأسف حتى المواطن ساهم في خلق هذا الوضع سواء للإنسياق وراء العصابة السياسية الحكمة أو بالعزوف عن المشاركة السياسية المحلية فلا يحق لمواطن لايمارس السياسة وحقه في التصويت انتقاد الوضع السياسي الكارثي الذي خلقه الحزب الحاكم الوحيد منذ الإستقلال ….
لقد دقت ساعة الحقيقة ساعة التغيير
ننتظر رد المسؤولين بجماعة زايو.
عليكم التغيير يا ابناء بلدي الحبيب 45 سنة ديال الوعود الكاذبة فانا اعتقد ان المسلسل علي وشك النهاية
ابسلام.
بناء اصطبل بالقصدير وسط المدينة. تعتبر مشاريع.؟ مدينتي الحبيبة. اشتقت اليك .قتلوها وما زالوا يقتلون فيها..
الشعب الذي ينتخب الفاسدين والانتهازيين والمحتالين والناهبين ، لا يعتبر ضحية بل شريكاً في الجريمة، و بالحديث عن زايو فهي متخلفة 45 سنة عن باقي المدن المجاورة. و الكل يعلم لماذا 45 سنة بالضبط!
منذ ازيد من ثمانية اشهر والطرقات محفرة غير صالحة للاستعمال استغرب من قبل بكناش تحملات يجيز للشركة اصلاح الطرقات بعد الانتهاء من ربط جميع المدينة بشبكة التطهير ما ذنب المواطن الذي تعرض للتعسف من خلال تدمير مساره اليومي وانتظاره لسنة وربما اكثر ؟ المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لا يقوم بالمراقبة و الجماعة دورها محدود والشركة تتفرعن عن الساكنة اليس لساكنة زايو من يمثلهم او يدافع عن كرامتهم ؟ السياسيين يحبكون المؤامرات لبعضهم البعض تاركين ادوارهم وتلميع احزابهم في المقاهي و على طاولات الولائم
زايو تنتظر من يشتري لها كفنا فهل هناك من متبرع ؟