سعيد قدوري
بحلول شهر مارس من السنة الجارية تكون قد مرت 18 سنة على إعطاء الملك محمد السادس توجيهات استراتيجية شكلت منطلقا أساسيا لتأهيل الجهة الشرقية اقتصاديا واجتماعيا. والتي غيرت من المفهوم السائد خلال العقود السابقة والذي ينعت الجهة ب”المغرب غير النافع”.
مبادرة الملك أعقبتها مبادرات ملكية أخرى عبارة عن تدشينات لعدة أوراش مهيكلة، ومشاريع فريدة، مع استغلال أمثل لما تتميز به الجهة الشرقية من موارد اقتصادية وبشرية هائلة. وموقع جغرافي استراتيجي، قريب من أوروبا ومطل على البحر الأبيض المتوسط.
ومن بين أهداف مبادرات الملك؛ اقتصاد جهوي قوي، ينسجم مع ما دعا له جلالته من جهوية موسعة، من أهم أسسها؛ منح الجهة التجهيزات الأساسية والحيوية، مع تحفيز الاستثمار بمختلف أصنافه، صغير ومتوسط وكبيير، طبعا مع إعطاء الأولوية للمشاريع الاقتصادية الهامة. دون أن ننسى النهوض بالتربية والتكوين وتشجيع التضامن.
يبقى السؤال الذي نطرحه بإلحاح؛ هل تم تنزيل المبادرات الملكية بالشكل الذي أرادها جلالته؟ أو بصيغة أخرى؛ ألم يكن المشرفون على تنزيل مضامين المبادرات الملكية “مجحفين” في حق بعض مناطق الجهة. وفي هذا الصدد؛ نتساءل؛ ما هو نصيب زايو مما تحقق بالجهة الشرقية؟ هل استفادت هذه المدينة مما اصطلح عليه جهويا ب”تأهيل الشريط الحدودي”؟
وأنا أتابع أحد تصريحات رئيس مجلس الجهة الشرقية، عبدالنبي بعيوي، حول تأهيل الشريط الحدودي، لمست في كلام الرجل “حربائية” كبيرة، فلسانه يتحدث عن كافة الجهة، وعلى الميدان لا يتحرك إلا صوب الجماعات التي يرأسها منتمون لحزبه أو جماعات وجدة. اللهم إن كانت الحدود بالنسبة لبيوي هي حدود الجماعات “البامية”.
كان على بيوي أن يستمع لمسؤولي زايو، الإداريين والمنتخبين، حتى يتذكر أن المدينة وفي غياب الوحدات الإنتاجية كان التهريب المعيشي سبيلا وحيدا لسد رمق أهل المدينة، وحين تم توقيفه بدت الحياة وكأنها متوقفة.
لا يخفى على أحد التأهيل النوعي بمدينة وجدة وجماعاتها المجاورة، ولا يخفى ما يجري ببركان وجماعاتها من تحول تنموي شامل، ولا يمكن أن ننسى ما عرفته تاوريرت من انطلاقة حيوية نحو مدينة جديدة، أما الناظور فقد حولتها مارتشيكا إلى وجهة سياحية وطنية، وإعزانن تغيرت من شاطئ موحش إلى أكبر ميناء نفطي في العالم، والمطار استقر بالعروي، وسلوان صارت قريبة من أن تكون عاصمة لإقليم الناظور بمشاريعها الكبرى، وبني أنصار احتضنت أحد أكبر المناطق الحرة ببلادنا.
أما زايو؛ فحين نسأل ماذا تحقق بها؟ تتم إجابتنا بمركبين سوسيوتربويين، ومركب تجاري بئيس، واقتناء جرافة وآليات من هذا القبيل، وأشياء أخرى ليست أقل بؤسا مما ذكرنا. فأين نحن مما تحقق بالجهة؟
تتساءل ساكنة زايو عما قدمته الحكومة من أوراش في هذه المدينة، وما جلبته من استثمارات اقتصادية تهدف إلى النهوض بالمدينة في شتى المجالات، خاصة أن المدينة تعيش أزمة اقتصادية خانقة.
إن الطفرة الاقتصادية النوعية بالجهة قابلتها بزايو طفرة غير مسبوقة في البناء الفوضوي، وسط صمت كافة الأجهزة المعنية، وسيادة منطق الفوضى في مختلف المجالات الحيوية. فهل تتم الالتفاتة لزايو؟