السي الداودي هو رجل بشوش لا تفارقه الابتسامة حين يعمل، وحين يتكلم و حتى في الأوقات التي يكون فيها راضيا
بوجه صبوح و صوت دافئ درس لمدة 46 سنة بعيدا عن السفسطة العميقة.
لم يكن يعمل من اجل التلميذ كمتعلم فقط بل للتلميذ كطفل و كان مركزا في عمله على النتيجة، واعيا بـأن البيداغوجيا هي فعل يتطلب وسيلة لتحقيق الهدف، في وقت أصبحت فيه الوسيلة هدفا.
لم يكن يعمل فقط من اجل العمل و لم يطبق منهجية معينة بطريقة ميكانيكية بل كان يشتغل لتكوين و لتطوير وتدعيم القدرات.
كان ينظم الزمن و الفضاء رابطا الذكاء بالليونة مستغلا في ذلك مواهبه كممثل و قصاص و مربي كل ذلك من اجل تقديم تعليم حيوي، و بنسقية محكمة ومتكاملة كان يوقض حب الاستطلاع لدى الطفل، و يجلب اهتمامه و يدفعه إلى الملاحظة و التركيز و الاكتشاف.
ومنذ طفولتهم كان أطفال س الداودي متشبعين بالقيم الإنسانية لم يكن يلقن مبادئ الديمقراطية و العدالة و المساواة و التسامح و إنما يترجمها على أرض الواقع و كان الأطفال يعيشونها بشكل يومي و خير دليل على ذلك أن المقعد الأول لم يكن خاصا بتلميذ معين بل كان التلاميذ يتناوبون عليه. أي أن الذي يجلس في المقعد الأول اليوم يجلس غدا في المقعد الثاني، ثم بعد ذلك في المقعد الثالث و هكذا.
أما بالنسبة للبيداغوجية الفارقة فقد مارسها بشكل دائم حيث أن كل التلاميذ يقومون إلى السبورة بشكل فردي حتى يتمكن كل من يعاني بصعوبات من التغلب عليها، على مستوى الدعم السيكولوجي فقد كان يصفق لكل التلاميذ، للذي يتمكن من الإجابة كما للذي أنجز رسما بمنزله أو لذلك قام بزيارة جدته. وكان يستغل كل مناسبة من أجل تشجيع و تثمين عمل الأطفال.
إن هذا المفهوم للتربية هو الذي جعل رئيس إحدى الجمعيات يقول : “كنت تلميذا يدرس عند السي الداودي في بداية السبعينيات، و الآن أقول و بصراحة أن السي الداودي مدرسة” هذا الحكم القيم ينضاف إلى هذه الشهادة المتواضعة في حق تجربة عمرت 46 سنة و التي تروم تكريم رجل عظيم .
هو والله مدرسة. عمي اسي محمد الداودي الصوت العذب الرخيم، عمي اسي محمد البشوش المبتسم. عمي اسي محمد الهادئ الرزين. عمي اسي محمد القنوع.عمي اسي محمد المعلم الذي استطاع برجاحة عقله وحنان قلبه أن تكون له بصمة واضحة في كل الأجيال التي تتلمذت على يديه. إنه بحق مدرسة رائعة..فيا ربي بارك في عمره وصحته.
المدرسة القرآنية بزايو مؤسسها الرجل الطيب الهادىء أسي محمد الداودي. ترك طبعا خاصا يتجلى في إحترام هذا الرجل وتقديره وتواضعه. يجعلك تنظر إليه باحترام وهو يمشي في الشارع منحنيا دائما ينظر أمامه. أطال الله في عمره وعمر أبنائه. والله كل ما أقوله في هذا الرجل المربي المحبوب في حقه فهو قليل.
تكريمك هو أنك دائما في قلوبنا.
اللهم ارحم من علمنا. انا ايضا درست عنده. نعم المعلم والفقيه. بارك الله في صحته وعمره. وأمي رحمها الله درسة عنده
تتلمذ على يديه احد ابناءي لما يزيد عن سنتين قبل ولوجه المدرسة، لقد أكسبه اهم شيىء في الحياة هو الثقة في النفس و احترام الاخر و التمحيص في اختياراته، و من خلالي كاب أوجه اليه تحية احترام و تقدير و اكبار لما قدمه ليس لابني فقط و إنما لأجيال ممن حلفهم الحظ في التتلمذ على يديه و برعايته و أظن انه ساهم مساهمة فعالة فيما هم عليه الان سواء في مسارهم الدراسي او المهني، و لا اعتقد ان الله سبحانه و تعالى سيبخل علينا بمن سيكون فيه خير للأجيال القادمة ، فشكرا السيد الداودي الرجل المتواضع و المربي الفاضل و الانسان الموءمن بسمو مهمة التعليم لانها من تصنع الأجيال الناجحة ان حسنت و المنحرفة ان فشلت…