سعيد قدوري
تجري حاليا بمدينة زايو الأشغال المتعلقة بإنجاز مشروع التطهير السائل، على مستوى بعض الأحياء، ومنها الحي الجديد، حي أولاد اعمامو وحي الوحدة، ويندرج هذا المشروع في إطار البرنامج الوطني للتطهير السائل، والذي يشرف عليه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ووزارة الداخلية بشراكة مع جماعة زايو. تبلغ ميزانية المشروع 57.5 مليون درهم، فيما تمتد الأشغال 12 شهرا.
وسبق لزايوسيتي، من خلال مقال سابق، أن تحدثت عن أرقام وتفاصيل المشروع، وأبدت مجموعة من الملاحظات عند انطلاق الأشغال. فيما نسجل اليوم، مع تقدم هذه الأشغال، ملاحظات أخرى، خاصة فيما يتعلق بالجانب التقني.
أولى الملاحظات؛ عدم تنظيم عملية الحفر، حيث يتم الحفر بمختلف الأحياء دفعة واحدة، دون الاعتماد على تدرج الأشغال، والذي يقتضي الانتهاء من شطر والانتقال إلى الشطر الموالي، حتى لا تكون هناك فوضى بالشوارع والأزقة، وحتى لا تتم عرقلة انسيابية حركة مرور السيارات والعربات. ويبدو واضحا للعيان حجم الفوضى بأحياء المدينة، بوجود الحفر في كل مكان، وكأن هناك من يريد إرسال رسالة مفادها “أُنظرونا إننا نعمل”.
هذا الوضع ينم عن تقصير من صاحب المشروع، والذي هو المكتب الجهوي للماء، والذي لا يُفَعِّلُ آليات التتبع والرقابة على الشركة المكلفة بالإنجاز. كما أن جماعة زايو مقصرة في تتبع هذا الورش الذي يقع فوق ترابها.
ولا يظهر أن الشركة لها من الإمكانيات اللوجستيكية ما يسمح لها بفتح عدة أوراش دفعة واحدة، حتى تتمكن من تثبيت القنوات والأنابيب وردمها دفعة واحدة. لذلك كان من الحري اتباع الأمر بالتدريج.
الملاحظة الثانية، تتعلق بسعة الأنابيب المستعملة؛ إذ أن قطرها هو 31.5 سنتيمتر، وهذا لا يكفي لمدينة يبلغ تعداد ساكنتها 40 ألف نسمة، وتتوفر على حوالي 10 آلاف منزل تنتج ملايين الأمتار المكعبة من المخلفات السائلة. أما إذا أضفنا لها مياه الأمطار فتلك حكاية أخرى.
هذا الوضع المختل لن نتفاجأ معه بانفجار بالوعات الصرف الصحي وقنوات تصريف مياه الأمطار، كما كان يحدث في السابق. فكيف لأنابيب بهذا الحجم أن تستوعب كل هذه الكميات من المياه؟
وإذا كانت مدينة زايو قد اعتمدت أنابيب بقطر 31.5 سنتيمتر، فإن مدينة العروي اعتمدت أنابيب بقطر 100 سنتيمتر، وسلوان بقطر 80 سنتيمتر. بينما تعتمد وكالة مارتشيكا اليوم بمناطق نفوذها أنابيب بقطر 150 سنتيمتر.
ومن الأمور التي سوف تُحدث كارثة مستقبلا بزايو، اعتماد أنابيب صغيرة جدا خاصة بالقنوات الرئيسية الواقعة جنوب المدينة والتي تؤدي إلى محطة معالجة المياه العادمة، حيث تم فيها اعتماد أنابيب بقطر 60 سنتيمتر. علما أنها رافد لكافة أنابيب المدينة. ولكم أن تتخيلوا ما يمكن أن يقع.
وحول أشغال الحفر والردم، فإن المعايير المعتمدة تقضي بضرورة الحفر على عمق يتجاوز 140 سنتيمترا، بعد ذلك يتم وضع 10 سنتيمتر من الرمال، قبل وضع أنبوب التطهير السائل، ثم نضع فوقه ترابا مصفى بسمك 20 سنتيمتر على الأقل، بعدها يتم وضع الأتربة مع إزالة الأحجار الكبيرة وذلك بسمك 20 سنتيمتر على الأقل، ليعقبها رش هذه الطبقة بالماء ودكها.
الأشغال لا تنتهي هنا، حيث وجب بعد ذلك وضع طبقة من “التوفنة” على سمك 20 سنتيمتر على الأقل مع رشها بالماء ودكها، ثم إعادة وضع طبقة أخرى من التوفنة المرشوشة بالماء والمدكوكة على سمك 15 سنتميترا. قبل أن يتم وضع طبقة من زيت الطريق أو ما يسمى بين المقاولين ب”اللصقة”، وأخيرا يتم وضع طبقة “نيلو” على سمك 5 سنتيمترا على الأقل. فأين نحن بزايو من كل هذا؟
طبعا هذه ملاحظات جديدة، إذا أضفناها على ملاحظات أخرى، منها الفترة التي يتم فيها تنزيل المشروع، ووقت إنجاز المشروع وبعده عن وقت إنجاز المشروع، فإننا أمام مشروع قد لا نجني ثماره رغم إيجابيته من حيث الشكل.
شكرا لموقعنا المحبوب على ترافعه المستمر على مدينتنا.
أنا لن اتساءل عن المكتب المسير للبلدية لأنني أعرف أنهم يعبثون عبثا على عبث، أنا أتساءل عن المعارضة التي تقف موقف المتفرج مما يجري. فلو لم تكن زايوسيتي فطنة لما يجري لما سمعنا بهذه الخروقات والاختلالات.. حقا لك الله من سياسيين -مكتب ومعارضة- لا يفقهون شيئا
ردا على تعليق بوجمعة كريمي…
هل تحضر دورات المجلس؟
وهل تطلع على المحاضر الغير مزيفة؟
مايقال ويناقش هناك اكثر بكثير واصدق مما ينشر في اي مكان اتحدث عن المعرضين الصادقين
اذا اردت توضيحا اكثر فاتصل بالمعارضة وحاورهم
السيد العضو المحترم،
الكلام الذي يبقى حبيس جدران قاعة الاجتماعات لا يعتد به رغم أنه اجتماع رسمي… ما نريده هو طرق أبواب المسؤولين من أعلى المستويات لكي ينزلوا لمعرفة ما يقع بزايو… ولكم أحزابكم التي يمكنها أن توصلكم إلى هؤلاء المسؤولين… فالدور الأساسي المنوط بكم كمعارضة هو الدفاع عن الناس لأنكم ممثلوهم.