“رجل مرح ولطيف .. اسمه يتطابق مع حقيقته، فقد كان وفيا، ولم ينقطع يوما عن زيارتي منذ إعفائي”، بهذه الكلمات نعى رئيس الحكومة السابق، والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، الوزير الراحل محد الوفا، بعد أن غالبته دموعه أكثر من مرة وهو يستحضر خصال الراحل.
بنكيران تذكر أول معرفته بالقيادي الاستقلالي حين كان تلميذا في الثانوي، بينما كان الوفا مناضلا استقلاليا معروفا في الوسط الجامعي بمجاهرته بمبادئ حزبه رغم “سطوة” اليسار، وفق توصيف بنكيران الذي أشار أن الوفا كان يفوقه تجربة.
بنكيران استحضر كثيرا من ذكرياته مع الراحل الذي كان يوظب على لقائه منذ اشتغالهم في حكومة 2012، وهي العلاقة التي توطدت بعد ذلك في زيارات منزلة ثابتة، أشار فيها رئيس الحكومة السابق إلى وفاء الراحل ونصحه له وتقديره الكبير، مشيرا أنه ربما الوحيد الذين يضعه في هذه المرتبة العالية.
“يتميز بالفهم السريع، يفهم الآخرين أكثر مني، كان حاضي معايا رحمه الله، كان عندي عزيز و أقدره وأثق فيه، أرى فيه مواطن مخلصا لوطنه ولدينه ولملكه، ويوم قرر حزبه المغادرة اختار أن لا يستمع للحزب لأسباب حقيقية” يقول بنكيران الذي وصف الراحل بأنه كان وزيرا مميزا، وعنيدا وله قدرة كبيرة على فهم المحيطين، ومعرفة مقالبهم باعتباره “مراكشي فايق”.
وقال بنكيران أن الوزير الوفا كان محبا للحياة والمرح والتفاؤل، وقد كان الراحل يستعد لرجوع قوي، خاصة بعد تحسن وضعه الصحي بعد خضوعه لعملية جراحية وتخليه عن التدخين، لكن مشيئة الأقدار كانت أكبر من أمنية الراحل الذي وصفه بنكيران بالأب المثالي، والصديق الحقيقي، والرجل المتواضع .