السي الداودي و فن التدريس
حل شهر شتنبر من سنة 2011 وهو مرفوق بشيء من الحزن، القسم مغلق، غاب التلاميذ و غاب معهم سي الداودي. طوال هذه السنوات الأخيرة كان يرغب في التوقف عن التدريس لكنه ونزولا عند رغبات الآباء الملحة استمر في العمل.
اليوم وبعد بلوغه 80 سنة انسحب في صمت، توقف مستحق بالنسبة للرجل بذل الغالي و النفيس من أجل الأطفال و المدينة و الوطن.
ترك سي الداودي بأسلوبه وهدوئه وحنانه بصمات في أجيال متعاقبة من الأطفال، هؤلاء الأطفال الذين أصبحوا اليوم رجالا و نساء، لازالوا يحتفظون اليوم في أعمق قلوبهم بذكريات رجل عظيم (حمل دائما قلبا عطوفا)
فمن هو السي الداودي؟
السي الداودي هو رجل بشوش لا تفارقه الابتسامة حين يعمل، وحين يتكلم و حتى في الأوقات التي يكون فيها راضيا
بوجه صبوح و صوت دافئ درس لمدة 46 سنة بعيدا عن السفسطة العميقة.
لم يكن يعمل من اجل التلميذ كمتعلم فقط بل للتلميذ كطفل و كان مركزا في عمله على النتيجة، واعيا بـأن البيداغوجيا هي فعل يتطلب وسيلة لتحقيق الهدف، في وقت أصبحت فيه الوسيلة هدفا.
لم يكن يعمل فقط من اجل العمل و لم يطبق منهجية معينة بطريقة ميكانيكية بل كان يشتغل لتكوين و لتطوير وتدعيم القدرات.
كان ينظم الزمن و الفضاء رابطا الذكاء بالليونة مستغلا في ذلك مواهبه كممثل و قصاص و مربي كل ذلك من اجل تقديم تعليم حيوي، و بنسقية محكمة ومتكاملة كانت يوقض حب الاستطلاع لدى الطفل، و يجلب اهتمامه و يدفعه إلى الملاحظة و التركيز و الاكتشاف.
ومنذ طفولتهم كان أطفال س الداودي متشبعين بالقيم الإنسانية لم يكن يلقن مبادئ الديمقراطية و العدالة و المساواة و التسامح و إنما يترجمها على أرض الواقع و كان الأطفال يعيشونها بشكل يومي و خير دليل على ذلك أن المقعد الأول لم يكن خاصا بتلميذ معين بل كان التلاميذ يتناوبون عليه. أي أن الذي يجلس في المقعد الأول اليوم يجلس غدا في المقعد الثاني، ثم بعد ذلك في المقعد الثالث و هكذا.
أما بالنسبة للبيداغوجية الفارقة فقد مارسها بشكل دائم حيث أن كل التلاميذ يقومون إلى السبورة بشكل فردي حتى يتمكن كل من يعاني بصعوبات من التغلب عليها، على مستوى الدعم السيكولوجي فقد كان يصفق لكل التلاميذ، للذي يتمكن من الإجابة كما للذي أنجز رسما بمنزله أو لذلك قام بزيارة جدته. وكان يستغل كل مناسبة من أجل تشجيع و تثمين عمل الأطفال.
إن هذا المفهوم للتربية هو الذي جعل رئيس إحدى الجمعيات يقول : “كنت تلميذا يدرس عند السي الداودي في بداية السبعينيات، و الآن أقول و بصراحة أن السي الداودي مدرسة” هذا الحكم القيم ينضاف إلى هذه الشهادة المتواضعة في حق تجربة عمرت 46 سنة و التي تروم تكريم رجل عظيم .
Ni3ma El mo3alim Bilfi3l si dawider madrssa jazaho Allah khayra
اشهد الله اني احبه كثيرا. نعم المعلم .
السي الداودي جزاه الله الف خير نعم المعلم سوف يبق دائما في الذاكرة اكن له الكثير من الحب والتقدير والاحترام .