شفيق عنوري
عجزَ مئات الطلبة عن الالتحاق بالجامعات التي يتابعون دراستهم بها، بالرغم من استئناف التعليم الحضوري منذ عدة أسابيع، وذلك بسبب الأزمة المالية التي ضربت أغلب الأسر المغربية، على خلفية تفشي جائحة كورونا، إلى جانب تأخر صرف الشطر الأول من المنحة، ما وضعهم أمام خطر دورة خريفية بيضاء.
وفشل مجموعة من الطلبة الذين يقطنون خارج المدن الجامعية، ويُحتم عليهم الكراء، لمتابعة الدراسة؛ في ظلّ استمرار إغلاق الأحياء الجامعية، والتي لا يبدو بأنها ستفتح قريباً، نظرا لاستمرار تسجيل عدد إصابات مرتفع بفيروس كورونا المستجد يومياً، في الالتحاق بقاعات الدراسة.
ورغم ضآلتها، إلا أن الشطر الأول من المنحة الدراسية، والذي يُقدر بـ 1900 درهماً، يساعد الطلبة على تشكيل مجموعات مكونة من بضعة الأفراد، وكراء شقية صغيرة، بغيةَ القدرة على دفع تكاليف الإيجار، الذي يتراوح ثمنه ما بين 1000 درهمٍ و3000 آلاف في أغلب المدن الجامعية.
وفي هذا السياق قال يونس، طالبُ يقطن بإقليم الناظور، ويتابع دراسته في المدرسة العليا للأساتذة بالرباط،، إن “منسق التخصص، أعلن بأن الدراسة الحضورية ستُستأنف نهاية الشهر الجاري، وهو ما يفرض علينا السفر إلى العاصمة، في وقتٍ لا نملك فيه أي مالٍ حالياً، وعائلتي، أو عائلة أغلب الطلبة الذين أعرف، ليست ميسورةً حتى تتمكن من دفع كامل التكاليف”.
وأوضح المتحدث نفسه، بأن العديد من الطلبة الذين استأنفوا الدراسة الحضورية في شهر أكتوبر الماضي، كانوا قد اضطروا للاقتراض من بعض معارفهم، من أجل توفير “مصاريف الحاجيات الضرورية للدراسة، مثل الإنترنت والمطبوعات والكراء، بسبب تأخر صرف الشطر الأول من المنحة، الذي يعتبر عاملاً مهماً في تمكن أغلب الطلبة من الحضور للجامعة”.
ونبه يونس إلى أن تأخر المنحة، “تسبب في عجز العديد من الطلبة عن متابعة دراستهم حتى عن بعد، بسبب الوضعية المالية لأسرهم، التي يصعب عليها توفير مصاريف الإنترنت والتعبئات والمطبوعات بشكل يومي، وحتى من تمكن من توفيرها، فإنه لجأ إلى الاقتراض على أساس أن يعيدها منتصف شهر دجنبر، الموعد المعلن لصرف الشطر الأول، غير أن هذا لم يحصل”.
ومن جهة أخرى، أشار كريم، طالب آخر، ينحدر من نواحي الناظور، ويتابع دراسته في جامعة محمد الأول بوجدة، أن “استمرار إغلاق الأحياء الجامعية، وتأخر صرف المنح، جعل أغلب الطلبة في موقف جدّ محرجٍ، لأنهم لم يستطيعوا العودة إلى المدرجات، رغم أنه تم استئناف الدراسة الحضورية قبل شهور”.
واسترسل المتحدث ذاته، بأن الظرفية “الوبائية التي تمر بها البلاد، تسببت في مفاقمة الأوضاع المادية للأسر، مقابل رفع المصاريف الدراسية، بسبب أن من يتابعون التعليم عن بعد، فإنهم بحاجة للإنترنت، واستخراج المطبوعات، ومن يلزمهم الحضور، فإنهم مطالبون بالكراء، بسبب إغلاق الأحياء الجامعية، مع استحضار تأخر المنح، أي أن الأمور هذه السنة، معاكسة تماماً للطلبة”، حسب قوله.
يشار إلى أن المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية التابع لقطاع التعليم العالي بالوزارة، وهو الجهة المسؤولة عن صرف المنح، كان قد أعلن في وقت سابقٍ، بعد الجدل الكبير الذي تأخر الشطر الأول، أنه، سيتم الشروع في الصرف، في منتصف شهر دجنبر الحالي، أي يوم أمس، غير أن الأمر لم يحصل، وهو ما أعاد التساؤلات في صفوف الطلبة الذين يترقبون.