طالبي المحفوظ
أثارت تصريحات عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، التي عبّر فيها عن رغبته في ترشّح معتقلي حراك الريف ضمن لائحة “البام” أو أي حزب آخر، الكثير من الجدل في الأوساط المهتمة بالشأن العام الحقوقي والسيّاسي بالبلاد، بين من أشاد بها واعتبرها موقفا جميلا من ثاني أكبر حزب في المغرب، وبين من قرأ فيها إشارات لقرب إطلاق سراح باقي المعتقلين من منطلق أن الحزب قريب من دوائر اتخاذ القرار، وبين من سخر منها على أساس أن الحزب جزء من المشكل في ملف الحراك الشعبي بالريف.
وفي هذا الإطار، قال المرتضى إعمراشا، معتقل سابق على خلفية الحراك، إنه كان ضمن الذين يعتبرون حزب الأصالة والمعاصرة، طيلة فترة الحراك، وحتى بعد الاعتقالات، أنه جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل.
وأضاف إعمراشا أنه لا يتصوّر أي حل لقضية الريف، دون التفكير بحل حزب الأصالة والمعاصرة على الخصوص، موضحاً أنه يعتبر كل الأحزاب أجرمت في حقهم، وفي حق الريف والمغاربة جميعا، لكن لحزب “البام” النصيب الأكبر، لأنه تأسس بعد العمل الذي قامت به هيئة الإنصاف والمصالحة، واحتوت به الدولة عددا من النخب من مناطق مختلفة ومن بينها الريف، مما تسبب في الإفلاس السياسي في المغرب.
وفي حالة ما إن كان النّشطاء يرغبون في الاشتغال داخل المؤسسات، قال الناشط البارز في حراك الريف: أعتقد أنه يجب أن تكون بطرح مختلف عن طرح حزب الأصالة والمعاصرة وغيره من الأحزاب السياسية.
وأشار إلى أنهم في حراك الريف عبّروا عن رفضهم للأحزاب السيّاسية، ويعتبرونها مجرد “حفاضات المخزن”، كما كان يقول ناصر الزفزافي.
وبعد أن أكد على حق أي ناشط في الانضمام إلى أي حزب يريده، أبرز أن قواعد اللعبة السياسية الحالية لا تسمح بهامش أكبر للفعل السياسي، ويرى أن الدخول إليها سيجعل من نشطاء الحراك مثلهم مثل الآخرين، مما يعني فشلا كبيرا للحراك الذي استطاع أن يُعرّي على النخبة السياسية في وضعها الحالي.
ولفت إلى أن نشطاء الحراك لا يجب أن يكونوا جزءا من الوضع الحالي، بعد هذه السنوات من النضال والسجن والمعاناة، إلا في حالة ما وقع تغيير في الدستور وفي القوانين المؤطرة للأحزاب بما يسمح بهامش أكبر من الحرية.
مزايدة سياسية
وأكد إعمراشا احترامه لكل المنتمين لحزب الأصالة والمعاصرة وللذين يتبنون طرحه، قبل أن يقول إن نداء عبد اللطيف وهبي مجرد مزايدة سياسية، يحاول أن يرد بها على التجمع الوطني للأحرار؛ إذ جاء (النداء) في سيّاق استقطاب “أخنوش” لمجموعة من المنتمين للحركة الأمازيغية.
وشدّد على احترامه وتقديره لشخص عبد اللطيف وهبي، كما حكيم بنشماس وإلياس العماري، لكن بالنسبة له، تواجدهم في الأصالة والمعاصرة، الذي تأسس في الظروف المذكورة أعلاه، عيب في مسارهم السياسي.
إشارات الانفراج
وبخصوص ما إن كانت تصريحات “وهبي” تحمل إشارات لإطلاق سراح باقي المعتقلين، قال إعمراشا، إن “وهبي ليس مسؤولا ليعطي إشارات، الإشارات كانت منذ عيد العرش 2017 واستمرت بإطلاق سراحنا في عيد العرش الماضي.. لغة الإشارات هذه ليس لغة رسمية لدى الدولة”.
وأضاف “السياسيون المغاربة فاقدون للتأثير حاليا خاصة حزب “البام” وحين تم إطلاق سراح معتقلي طنجة واستثناء جلول لم تكن هناك أية إشارات، بينما في عيد العرش 2019 كانت هناك وعود شبه رسمية، خاصة أننا خلدنا الذكرى العشرين لتولي محمد السادس سدة الحكم”، ليخلص إلى أنه “لا يمكن المراهنة على هذه الخرجات الإعلامية”.