أشرشور أو إشرشار في صيغة الجمع هو مصطلح أمازيغي يطلق على ركام من الحجارة تتخذ أسسها شكلا دائريا مبني بشكل غير منظم.
نصادف هذه المباني في قمم الجبال و بسفوحها كما نجدها في الهضاب والتلال، هي كثيرة ومتفرقة في أماكن مختلفة، لا نعرف إن كانت هذه المباني جنائزية تدفن بداخلها ألأموات في قديم الزمان أم لا، إلا أننا لا نؤيد هذا الطرح لكون العديد منها قد تم حفرها ولم يعثر بداخلها على رفات العظام أو شيء من هذا القبيل، لكن لا ننكر كذلك أن من بين هذه المباني مدافن حقيقية تم العثور على بقايا العظام بداخلها وهي تعود لأزمنة غابرة، ولا نعرف حقيقة تحديد تاريخ تواجدها، لكوننا لسنا من ذوي ألإختصاص، وهذا لا يمنع الباحثين المختصين في التنقيبات ألأثرية ثبوت تاريخ حقبتها ومدتها الزمنية إن أرادو ذلك.
ومن رغم أني لا أستطيع تحديد الزمن الثقافي لهذه البنايات أجزم على أنها لم تكن كلها قبورا بل منها ما كان مرتبط بمعتقدات وطقوس دينية قديمة جدا، لأنه الى حد قريب كان الناس يعتقدون كثيرا في قدراتها العلاجية، خاصة في إحدى منها كانت تسمى ” أمضل أغ..” كانوا يقصدونها لغرض التخلص من مرض يصيب ألأطفال يدعى “لحلق”.
ويمكن تقسيم هذه البنايات الغريبة التي تسمى إشرشار الى عدة أنواع :
الصنف ألأول * عبارة عن أكوام من ألأحجار نجدها داخل مجال ألأراضي الزراعية جمعت وبنيت كأكوام هنا وهناك من قبل المزارعين لغرض الحرث والزرع وتسمى هذه ألأكوام بنفس ألإسم لكن هذا النوع من إشرشار لا علاقة له بالدفائن والقبور.
الصنف الثاني ** عبارة عن قبور تتواجد خارج القبور الحقيقية وتنسب غالبا الى أولياء صالحون يحملون أسماء كسيدي عبد الجبار، سيدي رمظان، سيدي البشير… إلا أن هؤلاء يكونون دائما مجهولي الهوية وتبنى حول قبورهم أحجارا تشكل قالبا دائريا تميزهم عن القبور العادية الذات شاهد..
الصنف الثالث *** عبارة عن قبر يكون وحيدا ومنعزلا في مكان متطرف، غالبا تحوم حول هذه الدفائن قصص واقعية كوفاة أحد الغرباء هناك بالجوع أوأحد ما قتل بدوافع إنتقامية أو بدافع السرقة أومات مجاهدا، وتفرض العادة المتوارثة لدى السكان على كل شخص مر أمام هذا القبر أن يرد إليه الحجرة التي سقطت منه ولا يزيد إليه أي حجرة إضافية أو يرممه من جديد بحال أفضل.
الصنف الرابع **** هو نوع من إشرشار ألأكثر شهرة يلجأ إليها عامة الناس لطرد النحس وسوء الحظ وألأحوال ويقومون بإضافة حجر فوق حجرة إعتقادا منهم نقل معاناتهم إليها ولا تقام لها مواسم أوموعد كما لا تقدم لها ذبائح بل كل ما هناك هوأن تنوي نقل ألامك الى الحجر وتلقي بها في جوف أشرشور وما يميز هذا ” أشرشور” عن نظرائه هو أنه له سور دائري يفوق أحيانا 2 أمتار وعلوه أزيد من متر واحد بني بشكل هندسي دائري تلقى بداخله ألأحجار الصغيرة أو متوسطة الحجم وليس له مدخل.
الصنف الخامس ***** هو عبارة عن سور دائري مبني بألأحجار بعضا فوق بعض وهي غير مخلوطة بالتراب علوها لا يتعدى 70سنتمترا أو أقل من ذلك تحتوي من داخلها على صنف من ألأشجار ويترك لها فج خاص بالدخول ويسمى هذا المكان ب” روضت” كانت تلجأ إليها النساء لطرد الشرور وسوء الطالع ومن بعض طقوسهن ربط قطعة ثوب من لباسهن في إحدى أغصان الشجرة المباركة.
أما أشرشور من الناحية اللغوية فحقيقة لم أجد له تفسيرا الى حد كتابة هذا البحث المتواضع، إلا أنه يقابله في اللغة اللاتنية إسم تومولوس…tumulus
وختاما وبعد عرضنا لهذه المعلومات حول إشرشار بكبدانة والتي تختلف أبعادها من هاته وتلك فإن بعض الطقوس التي كانت تقام لها قد إندثرت في أواخر الثمانينات ولم يعد لها وجود في المنطقة حاليا.
نورالدين شوقي