د. يوسف توفيق
في مديح الحلقة
كنت من المتابعين الخلص للشيخ موحى، في ساحات زايو او بالسوق الاسبوعي الذي كان يعقد يوم الاثنين والخميس ..جل القرى كان ينعقد فيها السوق في يوم واحد في الاسبوع إلا زايو.. أعطانا الرب فرصة أخرى لكي نحظى بذلك الاجتماع البشري الهائل الذي يحج اليه الناس من جميع النواحي والدواوير .. وكانت فرصتنا مضاعفة لنحظى بفرجة غير اعتيادية هي فرجة الشيخ موحى والعشاب الصحراوي وطبيب الحشرات واطباء آخرين لديهم القدرة على شفاء جميع الامراض .. كان الشيخ موحى ينزل للوهلة الاولى في خيمة من خيام السوق ويجلس بجانب الهواري شطايكة او بوزيان ولد الحاجة رحمه الله ..وكان يحظى بتعاطف كبير منهما بمجرد أن يدخل الخيمة ينادي عليه بوزيان ويعطيه من بركات أمنا كتامة ..رأيت مرات كثيرة بوزيان يمتنع عن أخذ الاجر تقديرا لفنان كبير ..يفطر ويدخن ما تيسر من الكيف او الحشيش.. ويتجه لحلقته ..بمجرد ما ينقر نقرات خفيفة على دفه يراه الناس ويجتمعون حوله.. قدرة الشيخ موحى على التأثير في المتلقي هي قدرة رهيبة ولا يمكن مقارنتها باي فنان مهما كان قدره ومقداره ..شيء أقرب إلى السحر او التنويم الميغناطيسي في اسوأ الاحوال .. يضحك طول الوقت ويبكي إذا كانت لديه حاجة في جلب مزيد من التعاطف ويطرب في مرات كثيرة بدفه الذي يتقن النقر عليه او بمصاحبة عازف على الكمان .. ولا يمكن أن تتخيل الحالة التي يكون عليها المشاهد وهو يتابع فصول الحلقة .. تركيز تام لا تقطعه الا بعض الضحكات والقهقهات التي تنطلق من حين لآخر …لتجعل من العرض متعة لا مثيل لها ..
بقي اخلاصي للشيخ موحى وحلقته حتى في مرحلة المراهقة..ولم تتغير متعتي ولا اعجابي وانبهاري من تلقائيته وعفويته وارتجاله الذي لا يمكن أن يكون الا عند فنان من طراز رفيع ..اما سرعة البديهة فتلك قصة أخرى ولا يمكن كتابتها في اسطر قليلة ..يكون الرد لاذعا وسريعا ودائما على طرف لسانه ولا يمكن لأي كان مجاراته في ذلك ..
وحتى في مرحلتي الجامعية كنت أظل جالسا او واقفا لساعات اتابع فيها الشيخ موحى .. وظل تركيزي مع الاداء performance وتعدد الاصوات polyphonie فتارة يتكلم بلسان فقير وتارة بلسان غني ويغير بشكل بهلواني اصواته ومواقعه.. مع الايحاء والتحكم في الصوت واستغلال سحره الأسطوري المنبعث من طفولة الانسان وماضيه الشفاهي ..
كنت في تلك الفترة مسلحا بكتاب أصوات مراكش لإياس كانيتي وكتاب مدخل للشعر الشفهي لزيمطور والكتابية والشفاهية لوالتر اونج .. وارى في الشيخ موحى تجسيدا عمليا لقدرة الاداب الشفهية على تغذية أقوى التجارب في الكتابة
عندما ينهي الشيخ موحى يتجه الى المقهى ويطلب كاس شاي ويكون التعب قد نال منه بعد اداء عرضه يمتد لساعتين او اكثر .. تختفي الشخصية المرحة والقفشات ويستسلم لحزنه الوجودي المقيم ولا يعود وجهه يشي بأي سعادة .. ترى هل هو الشيخ موحى الذي كان منذ قليل ينشر الفرح والسعادة؟
جميل جدا .. فكرتنا بأيام الماضي
صدقت يا استاذنا الكريم يا ليت الزمان يعود بنا الى الوراء.
احسنت الاختيار
من الجميل رد الاعتبار للفنان المغربي خاصة الفنانين وصانعي الفرجة التقليدية،الركح والمسرح الحقيقي هو الشارع والميدان،مع الاسف لم تسمح لي الفرصة في للاستمتاع بمثل هؤلاء الوجوه الجميلة التلقائة والعفوية في سردها للحكايات والقفشات ،،بحكم انني فتحت عيني وسط المدينة و الضوضاء ، كان هناك سوق يطلق عليه سوق السبت بمدينة التمارة لكن في جييلي انا اختفت فيه الحلقة الى من شخصية كان اسمها (القرع) او( القيرع) هو من كان يأثت فضاء السوق لكن لم يكن مداوم
تحياتي لك سيد توفيق
Performance فعلا أداؤه وكيفية استخدام قدراته لخطف قلوب الناس، وربح قوته.. لكن لا يكفي دون مستوى دراسي
لو كان له مستوى دراسي أو شخص يسانده لفتح قنات رقمية و نشر البعض من الكثير الذي يفعله .. لأصبح ثري
نشر 2min كل مرة بدل ساعتين
على كل حال
شكرا أستاذنا الوقور على هذه الرحلة دون موعد في قطار الزمان
3raft chikh moha 1992 kont tilmid dakhili 3allal lfassi fannan bima3na lkalima nohiboh fillah tahyati nass zayo mn france
جميل جدا