قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شكوى قضائية بحق زعيم حزب الحرية الهولندي اليميني المتطرف “خيرت فيلدرز” على خلفية منشورات تسيء لشخص رئيس الجمهورية التركية.
وقدم الشكوى للنيابة العامة في العاصمة أنقرة، محامي الرئيس التركي، حسين أيدن، ضد خيرت فيلدرز.
وتستند عريضة الشكوى المقدمة، على المادة 104 من الدستور التركي، التي تمنع توجيه إساءة لمنصب رئيس الجمهورية التركية.
وجاء في عريضة الشكوى: ” العبارات التي استخدمها المشتبه به فيلدرز، بحق رئيس جمهوريتنا، مهينة وغير محترمة وتعد جريمة واضحة لنشرها علنا على وسائل التواصل الاجتماعي. وعليه نطالب بفتح دعوى قضائية بحق المشتبه”.
وفيلدرز واحد من أبرز السياسيين اليمينيين المتطرفين في أوروبا، وكان شخصية رئيسة في إثارة الجدل حول الهجرة في هولندا على مدار العقد الماضي، على الرغم من أنه لم يشارك أبدا في الحكومة.
ونشر فيلدرز يوم السبت صورة كاريكاتورية لأردوغان وكتب تحتها “إرهابي”.
كما نشر يوم الاثنين صورة لسفينة تغرق بينما ترفع العلم التركي. وكتب تحتها “مع السلامة أردوغان. أطردوا تركيا من حلف شمال الأطلسي”.
وأفادت الأناضول، نقلا عن الوثيقة التي قدمها المحامون أن محاميي أردوغان رفعوا دعوى قضائية أمام النيابة العامة في أنقرة اليوم الثلاثاء قائلين إن المحاكم التركية مختصة بهذه القضية لأن الإهانات وجهت للرئيس التركي.
وقال المحامون، حسب الأناضول، إنه “رغم أن الجريمة ارتُكبت في حق الشخص الذي يشغل مقعد الرئاسة فإن القيمة التي تم الاعتداء عليها هي البناء السياسي لحكومة الدولة”.
وأضافوا أن تعليقات فيلدرز لا يمكن النظر لها باعتبارها حرية تعبير وأن فيلدرز استهدف “شرف وكرامة وشخصية وسمعة” أردوغان.
وأنقرة منتقد دائم للآراء والسياسات التي يطرحها فيلدرز، زعيم حزب الحرية في هولندا.
وقد وصفه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الأحد بأنه “عنصري خاسر” يحاول كسب التأييد بالعداء للإسلام والأجانب.
وكتب جاويش أوغلو على تويتر “حان الوقت لأن توقف أوروبا ساستها الفاشيين الفاسدين”.
ويبدو أنّ تهمة إهانة الرئيس أردوغان لم تقتصر على إبقائها تهمة تلاحق المعارضين الأتراك فقط، بل تحوّلت إلى أداة سياسية دعائية لنقد الخصوم السياسيين الأوربيين بشكل خاص، ففي الشهر الماضي استنكرت الحكومة التركية عنوانًا نشرته صحيفة يونانية واعتبرته مهيناً للرئيس رجب طيب أردوغان وحثت أثينا على اتخاذ إجراء حيالها، فيما تعرض موقع الصحيفة الإلكتروني لعملية قرصنة.
وكانت وزارة الخارجية التركية قد استدعت بالفعل سفير اليونان بسبب العنوان الرئيسي في صحيفة ديموقراطيا، المتاح أيضًا على موقعها على الإنترنت.
وكتبت الصحيفة بالتركية “سكتير جيت سيد أردوغان” ومعناها “اللعنة عليك” بجانب صورة الرئيس التركي، وأضافت بجانبها الترجمة الإنكليزية.
وكتب فخر الدين ألتون، مدير الاتصالات في الرئاسة التركية، في رسالة وجهها إلى المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس ونشرت السبت “بالنيابة عن الحكومة التركية، أدين بأشد العبارات نشر الشتائم الموجهة لرئيسنا.. على الصفحة الأولى لإحدى الصحف اليمينية المتطرفة”، وحث اليونان على محاسبة المسؤولين عن العمل الذي وصفه بأنه “وقح”.
وقال إن “إهانة زعيم أجنبي ما هي إلا علامة على العجز والافتقار إلى العقلانية، ولا تدخل في نطاق حرية الصحافة أو حرية التعبير”.