في روايتي التي كتبتها سابقا بعنوان ” مطاردة خيط دخان” والتي ختمتها في شهر نوفمبر وبدا الفيروس في دجنبر 2019 بالصين كنت اركز وأعيد واكرر في روايتي بالكامل دائما هذه العبارات : ختم الكلام….الكل هنا ماتوا…الكل هنا راحوا…الكل هنا دفنوا…الهرج والمرج…نهاية العلاقات بين الناس …انه لصمت رهيب …الصمت والأماكن مهجورة بالناس خاصة الأزقة والشوارع …الناس هاربة هروب عظيم …الناس لا تكلم بعضها بعض …الغموض يسود فهم ما يقع ولا احد لديه الجواب .اول خروج محمد من القرية هو توجهه للمستشفى ولقائه بطبيب وحيد الذي تحير لبقاء محمد على قيد الحياة….عودة محمد لسريره وبيته كملاذه الأخير مثل كأن الحجر الصحي هو الحل…الخ فمن قرأ روايتي سيلاحظ هذا والله كنت اكتبها وكأنني أحسست إحساس غريب لا يمكنني وصفه بما سيقع في المستقبل القريب ولكن ليس كتنبؤات وإنما مجرد إحساس زادني عزيمة لمواصلة الكتابة
سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ.صدق الله العظيم
الجـــــــزء الرابع عشـــــــر
رواية مطاردة خيط دخان بقلم محمد بوجديان الجزء الرابع عشر
بقي مشلولا في مكانه كأنه جثة واقفة….فبعد صراع طويل مع
نفسه استطاع التحكم فيما واجهه…وبعد تمعن شديد تمكن من
فهم ما رأى…لقد رأى شخــــــصا والنور يبدو على وجهه يحمل كتابا يقرا فيه…نعم فعلا إنه أمر محير دفع مـــحمد للفزع والصدمة…لما لا وكل ما يقع في خارج الكوخ من رحيل عرمرم من الناس ودوي رعد شديد و توهان عظيم ….كل هذا ويجد شخصا يحمل كتابا فيه أليس هذا بأمر يدعو للحيرة…
محمد للرجل:السلام عليكم.
الرجل بعد ثواني قليلة رفع رأسه ببطء:وعليكم السلام.
! محمد:وقفت كثيرا على باب الكوخ ولم اثر انتباهك
“. الرجل:قال سقراط الفيلسوف”تكلم حتى أراك
!!!!!! محمد:كيف هذا؟
الرجل:قل ما بفكرك حتى أراك أما رؤية الجسد أو ما تملك أو تلبس…. لا يهمني …
محمد:نعم الجواب يبدو أن مسيرتي رغم غموضها لا تخلو من لقاء الحـــــــكماء.
الرجل:إن تلتقي حكيما في هذا الزمان انه لأمر نادر ومن التقى به يجب أن يعـلم أنها إشارة ربانية يجب الاستفادة منها لربما تغير نمط حياته لما هو أحســـــــــن!
والشاطر من يســتفد من أفكار الحكماء حتى لا تكون أفكارهم
مجرد حـــبر على ورق في مسيرة حياته….
محمد:هذا ما أصبحت اعمل على استيعابه و محاولة بلورة
أفكارهم لإخراجها لأرض الواقع والحصول على فكر ممنهج يعتبر كدرع لكل نازلة لم تكـــن في الحسبان…
الرجل لم يجبه بل رفع أصبعه للسماء كأنه يشير لأمر فوقهم.
! محمد:لم افهم ما تريد قوله
الرجل:جميل ما قلته ولكن لا تنسى الله الواحد عز جلاله فكل بلورة لفكرة دون شروط ترضي الله تعتبر ناقصة.
محمد:ونعم بالله ولكن لدي سؤال لو سمحت؟
الرجل:تفضل.
محمد:كيف كل ما يحدث أجدك تقرأ كتابا؟
الرجل:لا يهمني العالم المحيط إن كان لا يؤثر في وجوديتي فلا يمكنني أن أعيش عكس نفسي واهتم بالأحداث التي تحيط بي سوى إن كانت هذه الأحـــداث ذات صبغة مفيدة لوجودية الإنسان ….فما تمر به أنت قد مررت به قبلـــــــك ولم أجد ضالتي سوى في الكتب فبالعلم الموجود بالكتب المفيدة نرتقي و واهم شــــيء أن تعرف ذاتك ولكي تعرفها يجب أن تتعلم ولكي تتعلم يجب أن تقرأ وهكذا ….وكما قال جلال الدين الرومي “لا يزال المرء أميا حتى يقرأ ذاته”.
محمد:لقد أقنعتني يا رجل ولكن هل لي أن أعرف عنوان الكتاب الذي بين يديك؟
الرجل: العنوان هو “كيف تدخل الجنة “.
محمد: يا له من عنوان!مجرد أن سمعت منك عنوانه أصابتني فرحة عجيبــــــــة.
الرجل:ألم أقل لك الكنوز موجودة بالكتب لقد فرحت بمجرد سماع عنوانه فما بالك لو قرأته ! ! !
محمد: أعتقد أن أهم موضوع في كينونة الإنسان هو ما يحمله عنوان هذا الكتـاب فنعم الاختيار ولكن لدي سؤال أخير لوسمحت وهو كيف لي أن أحــــــــافظ على ابتسامتي رغم ما أمر به وما يحدث حولي؟
الرجل:اجعل لروحك جمالا فجمال الروح يجعلك تبتسم واجعل أيضا لأخـــلاقك جمالا فجمال الأخلاق يجعلك تبتسم لغيرك.
محمد: يا لها من إجابة فعلا قدومي لهذا الكوخ و حواري معك استفدت منه كثيرا
الرجل متبسما:مرحبا.
تبسم محمد أيضا وبعد ثوان معدودة أصبح المطر يتهاطل بقوة فرفع محمد رأسه للسماء وقال لن أجد خيرا من هذا الكوخ و مع رجل حكيم للاحتماء فـــــــــحاول الاستئذان من الرجل لدخول الكوخ ولكن لم يجده في مكانه كأنه اختفى!فدخـــــل مرغما بسبب قوة تهاطل الأمطار وباحثا عن الرجل ولكن حدث ما لم يـــكن في الحسبان….. يتبع
قلم محمد بوجديان
شكرا جزيلا على نشر روايتي
اجعل لروحك جمالا فجمال الروح يجعلك تبتسم واجعل أيضا لأخـــلاقك جمالا فجمال الأخلاق يجعلك تبتسم لغيرك.
لقد ابدعت اخي محمد اثمن ما كتبت واشد على يدك بحرارة .
شكرا جزيلا اخي
في زمن السطحية والسفاهة والاستهتار ينعدم بل و يكاد يكون من النادر العثور على إنسان سليم الفطرة فبالأحرى لقاء رجل حكيم. تشابه الأمي الجاهل مع المتعلم والمسؤول في الإدارة ورجل الدين العالم والمثقف الملم بأمهات الكتب. تعصب وتطرف وقتال ومصالح لا تنتهي وحروب قاتلة ومخربة. طوائف وأيديولوجيات غيبت الانسان والله وخلقت أشباه بشر لا عقول لهم يخربون بيوتهم بأيديهم.
الحكمة أخي محمد عطاء إلهي وهبة يختص الله بها الصفوة من خلقه، فهي لا تأتي من قراءة كتب ولا اتباع أفكار فيلسوف أو مفكر وإنما توفيق من الله وتأمل في الكون والوجود وفهم للذات وأسرارها ومجاهدة للنفس وعمق في الفهم والادراك…
“ومن يوت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا”
شكرا أخي محمد
بل الشكر لك انت على اهتمامك وتحليلك الابداعي وفهمك المطلق لما كتبته وكانك قرات افكاري ولك مني كل التقدير والااحترام